على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

رفعَ ياسر عرفات شعار «القرار الفلسطيني المستقل» زاعماً أنّه يريد أن ينتزع القضيّة الفلسطينيّة من براثن الأنظمة العربيّة. طبعاً، لم يفعل ذلك. الشعار كان فقط ضدّ الأنظمة التي كانت مواقفها عن القضيّة أعلى سقفاً من موقفه المتدنّي (جداً). باسم هذا الشعار، سخّرَ القضيّة لمصلحة أنظمة النفط مقابل الوفير من التمويل (مال خوّات). راهن عرفات في 1990 على صدّام حسين (وعلى أسلحته «السريّة». هكذا كانوا يقولون لإدوارد سعيد عندما كان يحذّرهم من خطأ رهانهم) وخسر التمويل الخليجي وأصبح القرار الفلسطيني رهن الإدارات الأميركيّة المتعاقبة. سمح لإدارة كلينتون بتعديل ميثاق منظمة التحرير حسب أذواق الفريق المُعيَّن من اللوبي الإسرائيلي. القرار الفلسطيني المستقلّ نزع قوميّة المعركة عنها وجعلها عرفات شوفينيّة ضيّقة. اليوم، تخوض المقاومة في غزة المعركة البطوليّة من دون مساندة أي نظام أو جيش عربي (باستثناء اليمن وجيشها المقاوِم). في هذه الحرب، كما في حرب تمّوز، تعلن الأنظمة العربيّة جمعاء تنصّلها بالكامل من قضيّة فلسطين. (سيعترض البعض في محور المقاومة بالقول إن النظام السوري يقدّم أراضيه لإمداد المقاومة وهذا صحيح، ولكن النظام لم يشارك في الصراع مباشرة منذ 1982). الدولة الوحيدة التي تشارك بالمال والسلاح والعتاد والتخطيط هي دولة إيران غير العربيّة. لكن الأنظمة العربيّة لا تكتفي بعدم المشاركة، بل هي تشيطن الدولة الوحيدة التي تسهم في المقاومة. وعندما قصفت إيران موقعاً موسادياً في قلب إربيل (واعترف مسؤولان أميركيّان لـ «نيويورك تايمز» في 2022 بأنّ إسرائيل تقوم بأعمال استخبارية من إربيل ضد إيران)، نسي العرب خلافاتهم واتفقوا عبر الجامعة العربيّة على إدانة إيران. أميركا تواظب على قصف العراق وسوريا واليمن (وتشارك في الحرب على غزة) وليس هناك من إدانة لها. والطغمة الشيعيّة الطائفيّة الحاكمة في بغداد تسهم في المخطط الأميركي لشيطنة إيران. رئيس وزراء العراق تذكّر سيادة بلاده المحتلّة من قبل قوات أميركيّة. لا سيادة ولا قرار مستقلاً من دون ردع إسرائيل وصدّها.

0 تعليق

التعليقات