على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لنعترفْ. إنها الدولة العظمى الوحيدة وهي تقود العالم الحرّ اليوم. لها من المصداقيّة الأخلاقيّة والقوّة الحقيقيّة (إضافة إلى القوّة العسكريّة) ما ليس لأي دولة أخرى في العالم. تاريخها يعترف لها بعراقة في حمل لواء الحق والعدل بوجه الظلم والعنصريّة والتفرّد. صحيح أنّ الحرب الباردة زالت، لكن القوة العظمى ورثت قيادة العالم. دولة جنوب أفريقيا تطلّ على القرن الحادي والعشرين، وهي العدوّ الذي لم تكن تتوقّعه أميركا على الإطلاق. الدولة اليوم هي أشجع مما كانت عليه في عصر مانديلا الذي كان يساير الحكومة الأميركيّة طمعاً بالتسهيل المالي والاقتصادي لدولته الفتيّة. لن أناقش القرار الذي صدر عن محكمة العدل الدوليّة، لكن دولة جنوب أفريقيا خدمت قضيّتها عبر الدفاع الشجاع عن قضيّة الحق الفلسطيني بوجه محور الإبادة العالمي. لم تجرؤ أي دولة عربيّة على التقدّم بدعوى ضد إسرائيل. حتى عصابة السرقة والعمالة في رام الله لا تزال تخضع لأوامر أميركيّة بالنسبة إلى قضايا ضد إسرائيل في المحافل الدوليّة (والعصابة مرتهنة لأنّها، حرفياً، ليست أكثر من عصابة مرتزقة). لو أنّ دولة عربيّة تقدّمت بالدعوى (لو لم تخنها ركبتاها)، لكانت أميركا وإعلام الغرب قد نكشا سقطات أخلاقيّة وقمع حقوق الإنسان في تلك الدولة من أجل تقويض مصداقيّتها الحقوقيّة. لكن الدولة هي جنوب أفريقيا التي لها من المصداقية الأخلاقيّة ما ليس لدول الغرب مجتمعةً. في تاريخ دول الغرب، استعمار واستعباد وحروب وغطرسة وعنصريّة. في تاريخ سود جنوب أفريقيا، هناك العزّة والنضال ضد الاستعمار والعنصريّة في أفريقيا والعالم أجمع. ودستور جنوب أفريقيا من أفضل الدساتير، قدّمت هذه الدولة مثالاً متفرّداً في الغفران عن قتلة عنصريّين ومُضطَهِدين بيض استعماريّين. قد تكون جنوب أفريقيا قد ذهبت بعيداً في هذا الصدد، لكنّها مثّلت بالفعل القيم التي تتشدّق بها دول الغرب زوراً وبهتاناً. دولة جنوب أفريقيا ستقود العالم وهي اليوم القائد الفعلي لكلّ دول الجنوب. حاول الغرب جاهداً أن ينسف فكرة الشمال والجنوب، لكن جنوب أفريقيا أعادتها إلى الواجهة. جنوب أفريقيا دولة عربيّة وعالميّة.

0 تعليق

التعليقات