على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذا الخبر لم يأخذ نصيبه من الاهتمام. لقد التقى قائد الجيش اللبناني قبل أيّام بالفنان وائل كفوري. لم يتسرّب مضمون الاجتماع إلى الإعلام لكن نُميَ إليّ أنّ كل المواضيع كانت مطروحة، من الأزمة بين الصين وتايوان إلى الوضع في فلسطين وجنوب لبنان. والفنان كفوري ـــ بحكم تمرّسه في المواويل والعتابا ــ يستطيع أن يمدّ قائد الجيش برؤية إستراتيجية بعيدة المدى. وهذه الرؤية تدخل في صميم هندسة إستراتيجيّة دفاعيّة تسمح للجيش بتولّي مهام الدفاع عن لبنان بدلاً من المقاومة التي تقارع العدوّ على مدار الساعة. وفي الاجتماع المذكور، تمّ التداول في أمر الاستعانة بالمخزون الفنّي لوائل كفوري في مواجهات محتملة مع العدوّ. مثلاً، لو أنّ العدوّ قصف من الجوّ، فإن الردّ يمكن أن يكون بالميجانا أو العتابا. وسيترك قائد الجيش للقائد الميداني المُنتَدَب أمر الاختيار، ما يعطي الألوية المنتشرة والفوج المُجوقل الحق في اتخاذ قرارات عسكريّة من دون الرجوع إلى القيادة. أما لو أنّ العدوّ قرّر أن يقصف من البحر، فهنا يمكن للجيش أن يستعين بما تيسّر من «هيهات أبو الزلف»، ما يصيب العدوّ بالإرباك. تقول مصادر أميركيّة عسكريّة تسرّبت إلى «نيويورك تايمز» قبل أسابيع أنّ مواقع الجيش اللبناني في الجنوب تعرّضت للقصف أكثر من 34 مرّة، ولم يردّ الجيش برصاصة على أي من هذه الاعتداءات. لكن لا داعي للقلق أو الهلع. هذا ما أفضى إليه الاجتماع مع وائل كفوري في غرفة العمليّات: سيقدّم كفوري باقة من أغانيه الجديدة كي تكون الردّ المناسب والحاسم ضد أي عدوان من إسرائيل. صحيح أن الجيش اللبناني أفهم جان قهوجي بعد استدعائه إلى واشنطن على إثر حادثة العديسة، أنّ أي طلقة رصاص بوجه إسرائيل ستحرم الجيش من أي قرش مساعدة أميركي، لكن أميركا لا تمانع أبداً تولّي الجيش الردّ بالأغاني والمواويل وربما أمكن — في مرحلة متقدّمة من التأهيل العسكري والجهوزيّة التي يزهو بها قائد الجيش — الاستعانة بالدبكة، ودبكة الحائط في مرحلة لاحقة. وإستراتيجيّة الفن تلبّي طموحات الثوار التغييريّين.

0 تعليق

التعليقات