على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نشرت «الأخبار» أمس نصّ ردّ «حماس» على مقترح العدو لتحقيق هدنة مستدامة قد تؤدّي إلى «وقف الأعمال العدائيّة» (إسرائيل، كما في 2006، لا تقبل بصيغة وقف الحرب لأنّها تعتبر أنّها في حالة حرب مستمرّة معنا، فيما لا يزال بعضهم في لبنان يكرّر أن اتفاقيّة الهدنة تحكم علاقتنا مع إسرائيل). ردّ «حماس» يكرّس الفصل في الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة بين مرحلة ياسر عرفات التهريجيّة ومرحلة يحيى السنوار. الردّ مفصّل وفيه فهم قانوني معقّد ومركّب، ويغطّي كل الجوانب. هذه حركة تفكّر في شعبها وكل جوانب حياته. في كل المفاوضات التي كانت منظمة التحرير تجريها، كانت تعطي ولا تأخذ. عدّلت في ميثاق منظمة التحرير من دون أي مكسب أو ضمان، باستثناء زيارة كلينتون إلى غزة ــــ شرفٌ وأيّ شرفٍ هو هذا؟ ردّ «حماس» يأخذ في الحسبان كل جوانب القضيّة المطروحة، بما فيها وضع المساجين الفلسطينيّين ووضع المسجد الأقصى. نحن نتعاطى مع قادة من طينة مختلفة: أذكياء وجديّون في القتال وفي التفاوض، على عكس المرحلة الماضية. هذا يؤكّد أنّ النضال ليس بالشهادات والدكتوراه من جامعات فخمة. أبداً. هي في البأس والشدّة والإصرار على المبادئ والالتزام بالقضيّة. هؤلاء درسوا في جامعات غزة ويتعاملون مع العالم بعقول أدهى من العقول التي أحاطت بياسر عرفات. الردّ يفصل بين مدنيّين إسرائيليّين وبين غير المدنيّين، كما أنّه يصرّ في كل مرحلة إفراج على الربط مع المسجونين الفلسطينيّين. ويُحسب لحركة «حماس» (مثلها مثل كل حركات المقاومة الفلسطينيّة من قبل) أنّها تفاوض من أجل إطلاق سراح المساجين بصرف النظر عن الانتماء التنظيمي. هذا جانب مُشرق في العلاقات بين التنظيمات الفلسطينيّة. لكن الحركات السياسيّة تنمو وتكبر وتنضج بالقدر الذي تتعلّم فيه من سابقاتها. لا نستطيع أن نقول إنّ تجربة «فتح» مثلاً تعلّمت من حقبة الحاج أمين أو حقبة الشقيري. على العكس، والحكم بالنتائج: كانت أسوأ تجربة في العمل الوطني الفلسطيني. «حماس» تعلّمت من كل التجارب السابقة وترتقي إلى مرحلة تؤذن بالتحرير، التحرير الكامل غير المنقوص.

0 تعليق

التعليقات