على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نحن الذين نعيشُ في الغرب، ولأنّنا نعاني من تعميم فرضيّات اللوبيات الصهيونيّة، نُصرُّ على أهميّة القضيّة الفلسطينيّة بالنسبة إلى الشعب العربي. نستدل دوماً باستطلاعات الرأي لإثبات مركزيّة القضيّة الفلسطينيّة. لكن هنا حدود استطلاعات الرأي: هي تقيس الموقف ولا تقيس شدّته أو اندفاع الشخص. دوافع الذي تظاهرَ من أجل فلسطين هي غير دوافع سمير القنطار الذي كان يكتب، وهو فتى، على كرّاسته المدرسيّة: «الشهيد سمير القنطار». الشعب العربي ناصر فلسطين عام 1948 لكنه لم يناصرها بما فيه الكفاية، لأنّه لم يمنع إنشاء دولة استيطانيّة في فلسطين. كان ممكناً لو أنّ عدداً كافياً من العرب انتظم بين عامَي 1939 و1948 لمنع ضياع فلسطين، رغم مؤامرات الأنظمة العربيّة. الآن، الآن، الآن، أدركتُ كيف ضاعت فلسطين. كنتُ دوماً أتساءل كيف أنّ عدداً كافياً من العرب لم يشنّ حرب عصابات أو أعمال مقاومة بعد النكبة. لم تكن الحدود على ما هي عليه من منعة (نظريّة بالرغم من التكنولوجيا العسكريّة، وهي لم تكن عصيّة على المقاومة في لبنان وفلسطين). حرس حدود الدولة اليهوديّة الجديدة لم يكونوا قوّات نخبة. إسرائيل ترتكب اليوم إبادة، قتلت نحو 30 ألف فلسطيني وفلسطينية وليس هناك من غضبات شعبيّة لفلسطين خارج جنوب لبنان (من الضروري التخصيص كي لا يمرّ كلام «الثوار» حول أنّ الكل مع فلسطين، وهؤلاء أنفسهم يردّدون على مدار الساعة مطالب وشعارات إسرائيل) واليمن وبعض العراق. أين التظاهرات الشعبيّة في العواصم الكبرى؟ هناك شجعان تظاهروا في البحرين، التي هي قاعدة عسكريّة أميركيّة عائمة، أو بالكاد. حتى في القاهرة التي كانت هي القائدة، لم يتعدَّ عدد المتظاهرين المئات. الكارثة الكبرى كانت في الضفّة حيث يجري عدوان إسرائيلي آخر. لكن أين التظاهرات في رام الله؟ كان بعضها بحجم أصغر من تظاهرات جرت في مدينتي هنا في كاليفورنيا حيث هتف الناس «من البحر إلى النهر». صحيح، هناك أنظمة وجيوش قمع تعمل لمصلحة أميركا (يشمل ذلك عصابة السرقة والعمالة في رام الله)، لكن أين الذين خرقوا الأسوار ودكّوا الجدران في التاريخ العربي المعاصر؟

0 تعليق

التعليقات