على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لا يمكن أن تبقى إسرائيل بيننا، مهما تقدّم بها الزمن. نحن على عتبة تحقيق تغيير إستراتيجي في المعادلة، وباشرت المقاومة ذلك في حرب تمّوز. حركة «حماس» في 7 أكتوبر تحرّكت من منطق أخذ التغيير الإستراتيجي في الحسبان. هذه ليست عقبة صغيرة، لكن ما يمنع سقوط كيان الاحتلال هي دولة واحدة (وإن عظمى). أي إنّ أيّ تغيير في سياسة أميركا في مستقبل ما، سيحكم على الدولة بالانهيار. هل هذا يعني أنّه ما علينا إلا الانتظار وتسقط الدولة في يدنا؟ حتماً، لا. الدولة ستسقط في منطقتنا بإرادة محليّة. العالم سيستوعب التغيير ويتأقلم. لا يمكن أن تبقى إسرائيل بيننا: لن تقوم لنا قائمة بوجودها. كانت (ليست وحدها) ضالعة في مؤامرات تدمير العراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا والصومال والسودان. ليس هناك من حرب أهليّة في دولة عربيّة لم تدخل فيها إلى جانب أسوأ فريق فيها. قبل غزة، عارض فريق في العالم العربي أيّ تعايش وتفاهم وتفاوض وسلام مع الكيان. حركات رفض التطبيع انتشرت حتى في المنافي. مشاريع التطبيع كانت مفروضة من فوق. لم يتفاوض مع إسرائيل إلا طغاة. هل الشعب المصري يختار ديموقراطيّاً السلام مع إسرائيل؟ عندما سقط مبارك اختار الشعب ديموقراطياً حرق سفارة إسرائيل في القاهرة. مَن يقبل بالصلح مع إسرائيل بعد غزة ينفي موت أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني، ويُهينهم. كنّا نقول بالدولة الواحدة التي يتعايش فيها الجميع، لكن تقرأ عن 1 في المئة منهم يقبلون بوقف النار. تقرأ عن ثلثَيْ الإسرائيليّين يرون أنّ العنف ضد الفلسطينيّين في غزة ليس كافياً. وفود من الشباب الإسرائيلي تمنع دخول شاحنات الإعانة والإغاثة. هل نعني أنّه يمكن التعايش مع هؤلاء؟ الشعب الفلسطيني سيقرّر مصير الجميع لاحقاً، وسيكون أكثر رحمة مما كانت عليه العصابات الصهيونيّة منذ ما قبل النكبة. إسرائيل تهجّر مئات الآلاف كمن يحرّك بيادق شطرنج، والشعب الفلسطيني سيبحث في شأن التركيبة الديموغرافيّة للكيان. حقّ العودة باطل، وسيليه حقّ عودة حصريّ بالشعب الفلسطيني. الأرض والمياه والهواء حقّ أوّل للشعب المطرود.

0 تعليق

التعليقات