على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مجتمع دولي. الشرعية الدوليّة. المنظمات الدوليّة. منظّمات حقوق الإنسان. القيم العليا. العلاقات الإنسانيّة. العالم الحرّ. التحالف الدولي. رابطة مكافحة الإرهاب. الحضارة الغربيّة. كل هذه المصطلحات ليست إلا مرادفات لمحور الإبادة الغربي. الغرب لا يمكن أن يغشّكم بعد اليوم. لقد أخبركم بصراحة عن أجندته. يريد قتلكم، كلّما رفع أحدكم رأسه، فإمّا الخضوع التام والاستسلام، أو الموت والدمار والخراب. أتصدّقون أنّ خرابنا هو من صنع أيدينا بالكامل؟ هل كانوا في منأى عن حروبنا؟ هم رعوا ويرعون طغاتنا وفاسدينا ومجرمينا. حتى محكمة العدل الدوليّة والمحكمة الجنائيّة الدوليّة مطوَّعتان من قبل الحكومة الأميركيّة كي لا تقومان بعملهما. هل أدركتم اليوم كيف كان ممكناً أن تُتركب النكبة؟ هي اليوم أمامكم على الشاشات والمواقع. ترونها بأمّ العين وتشاهدون جثث الأطفال. أميركا وكل الغرب يردّ على المشاهد بالقول: سنُنعش عصابة محمود عبّاس العميلة وننصّبها حاكمة في غزة على أن نعدكم، مرّة أخرى، بدولة فلسطينيّة يرفضها حليفنا الإسرائيلي بصريح العبارة. لا خلاص من الغرب. الوهم أصبح بعيد المنال بعد غزة. ستنقشع رؤية العلاقات الدوليّة أمامكم بعد غزة. من يستطيع أن يخدعكم بعد اليوم؟ سقط الحياد وسقطت المفاهيم وسقطت الأمم المتحدة. أمينها العام لا يستطيع التحدّث عن الإبادة من دون أن يستهل كلامه بإدانة «حماس». اختلقوا أكاذيب شنيعة مستقاة من مخيّلات جنسيّة مريضة ليسوّغوا لشعوبهم محرقة غزة. لم يعد هناك حرج عندي من تشبيه ما تقوم به الصهيونيّة بالجرائم النازيّة. كنت أقاوم التشبيهات، ولكن التشبيه بات واضحاً في اللغة والجرائم الإباديّة. نحتاج إلى مصطلحات ومفردات جديدة تفي بغرض وصف ما رأينا من محرقة غزة. كتّابنا الذين يكتبون عن محرقة الحرب العالميّة الثانية صمتوا عن غزة. الذين يعرّفون عن أنفسهم بدعاة حقوق الإنسان صمتوا عن غزة. الكلام عن غزة ليس له مردود مالي من السفارات ومن صناديق الدعم والتمويل الغربيّة. رعاة المحرقة تسرّبوا إليكم واخترقوا وعيكم. نحتاج إلى نفض للعقول. غزة يجب أن تقضّ مضاجعنا كي نقضّ مضاجعهم ونردّ.

0 تعليق

التعليقات