على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم أُثنِ يوماً على ميشال عون. الممانعة (وهذه الجريدة) تحمّست له كثيراً. لا رئيس لي ولا قائد جيش إلا إميل لحّود. خلافاً لعون، هو يكنّ عقيدة عداء لإسرائيل وما حادَ وما ضعُفَ أمام إغراء التحريض والتجييش الطائفي. بدأ عون حياته بالانشقاق (المرعي رسميّاً من القيادة) عن الجيش والمشاركة في قتال القوى اليمينيّة في الحرب الأهليّة. الضابط الذي درس المدفعيّة بمال ضرائب المسلمين والمسيحيّين وغيرهم، دكَّ بمدافع جيش لبنان الموحّد مخيّم تل الزعتر. هذا الدكّ قرّبه من بشير الجميّل. قرّبه الأخير منه أكثر وضمّه في فريقه الاستشاري الأصغر. وعندما تداول الجميّل مع شارون في شأن التحضير لغزو لبنان عام 1982، اتفق الرجلان على شخص ميشال عون الذي كان معروفاً من الأعداء. في حقبة أمين الجميّل، كانت معاركه ضد لبنانيّين آخرين (مسلمين ودروز ويسار وقوميّين). كبُرت طموحاته الرئاسيّة وفاوض بين سوريا والعراق. وفي سنوات المنفى، تحالف مع اللوبي الإسرائيلي في واشنطن وكانت إطلالاته مرعيّة من قبله. أذكرُ عندما رأيته على شاشة «سي. بي. إن» (شاشة القسّ بات روبرتسون الذي كان يرعى شاشة أنطوان لحد في الجنوب المحتل). عاد عون وتحالف مع الحزب للوصول إلى الرئاسة. كان له ما أراد. لم يُحسن الحزب إدارة التحالف، وهو (أي الحزب) لا يُحسن ويُجيد التحالف إلا مع الحليف الشيعي. ابتعد التيّار عن الحزب. والتيّار الذي وقف بشجاعة إلى جانب الحزب في حرب تمّوز افترق عنه في حرب مساندة غزة. عون، مثله مثل مارك ضو، يريد من الجامعة العربيّة (التي يقودها حليف تسيبي ليفني) أن تدير دفّة الصراع مع إسرائيل. عون أبدى استغرابه من التضامن مع غزة. الأمر لا يعنيه. الدرس: لا يُعوَّل في الصراع مع إسرائيل على أي طرف لا يكنّ أيديولوجيّة عداء لإسرائيل (بعبارة جبران باسيل الشهيرة). حتى إن الشيوعيّين التقليديّين كان موقفهم رخواً لأنّه (بإيعاز من موسكو) قبلوا بدولة يهوديّة عام 1947. الحزب القوميّ متميّز هنا لأنّ العداء لإسرائيل من صلب عقيدته. غزة تفرض التحالف، وأهل الجنوب يكنّون العداء لإسرائيل عن تجربة وخبرة وعقيدة.

0 تعليق

التعليقات