على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هناك كلام عن ضرورة ضمّ «حماس» إلى منظمة التحرير وانضوائها في مسيرة يقودها «السيّد الرئيس» محمود عبّاس، على حد قول قادة الفصائل الفلسطينيّة على أنواعها. والسيّد الرئيس ليس إلا نسقاً فلسطينيّاً عن بشير الجميّل وأنطوان لحد. و«حماس» سترتكب خطأ فظيعاً لو وافقت على الانضمام إلى منظمة باتت فاقدة الصلة بمزاج الرأي العام الفلسطيني وتطلّعاته. لتتّعظْ «حماس» من تجربة الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين. في عام 1974، بعد تبنّي برنامج النقاط العشر في القاهرة، وموافقة قيادة المنظمة على «حل الدولتيْن»، قرّرت الجبهة الشعبيّة «تجميد عضويّتها»، ليس في منظمة التحرير ككلّ بل فقط في اللجنة التنفيذيّة للمنظمّة. بقيت الجبهة مستفيدة من العطاءات الخليجيّة التي كان عرفات يوزّعها على كل المنظمات كي يضمن ولاءها وطاعتها (لا يزال عبّاس يفعل الأمر عينه لكن بمال أقلّ بكثير من الماضي). الجبهة الشعبيّة أنشأت (مع آخرين وبرعاية النظام العراقي) «جبهة الرفض» ضد الحلول الاستسلامية. لكن عندما تصالح النظام العراقي مع النظام العربي الرسمي في عام 1977، حُلّت جبهة الرفض وعادت الجبهة الشعبيّة إلى اللجنة التنفيذيّة للمنظمة، وبشروط القيادة العرفاتيّة. وليس من المبالغة القول إنّ الجبهة الشعبيّة بعد حلّ جبهة الرفض فقدت كلّ تأثيرها وباتت غير قادرة أو راغبة على طرح بديل ثوري حقيقي. حتى في حصار بيروت، لم تكن الجبهة مؤثّرة أو معترضة على المسار التفاوضي لياسر عرفات، والذي أدّى إلى طرد مقاتلي المقاومة الفلسطينيّة من بيروت. على «حماس» أن تتذكّر أنّ ميثاق المنظمة لم يعد الميثاق الذي صاغه الشعب الفلسطيني بحريّة عبر ممثّليه في عام 1968. الميثاق الحالي مُعدَّل، حرفيّاً، من الحكومة الأميركيّة (قبلَ عرفات بأن يُعدَّل ميثاق المنظمة مقابل زيارة من بيل كلينتون إلى غزة). ميثاق منظمة التحرير كان عماده الإصرار على الكفاح المسلّح كطريق أساس في تحرير فلسطين. القيادة الحاليّة أوضحت قبل أيام أنّ على «حماس» أن تقبل بالميثاق وتحصر نضالها بـ «المقاومة المدنيّة»، أي التنسيق الأمني مع العدوّ لتحرير فلسطين. «حماس» باتت اليوم أقوى منظمة فلسطينيّة ولو فوّتت التقاط اللحظة تنطمس.

0 تعليق

التعليقات