الأسبوع الماضي، دخل المقاوم الشيوعي الأرمني الأصل ميساك مانوشيان «مقبرة العظماء» (البانتيون) في باريس برفقة زوجته ميليني سوكميان، بعد 80 عاماً من إعدامه بالرصاص على يد النازيين في مون فالريان في ضواحي العاصمة الفرنسية، ضمن مراسم رسمية تتزامن مع الذكرى الثمانين للحرب العالمية الثانية، تكريماً له ولـ «كل مقاتلي المقاومة الأجانب في فرنسا»، فيما حيّت الرئاسة الفرنسية «شجاعته» و«بطولته الهادئة» وتجسيده لقيم «الحرية والمساواة والأخوة».

في ضوء ذلك، أصدرت «الحملة الوطنية اللبنانية لتحرير الأسير جورج عبد الله» بياناً انتقدت فيه خطوة فرنسا التي تحتجز اللبناني جورج عبد الله «لأنّه يرفض الاستسلام». وسألت الحملة: «أتذكرون اللبنانيين الذين فاجأوا إيمانويل ماكرون بالمطالبة بالحرية لجورج عبد الله أثناء زيارته بيروت بعد انفجار المرفأ في عام 2020؟ هل تذكرون ردّ فعله؟ أجابهم ماكرون أنّه «يجب أن يوقّع»، في إشارة إلى توقيعه على صك استسلامه شرطاً لحريته».
ولفت البيان إلى أنّ مانوشيان الهارب من إبادة الأرمن في عام 1915، وصل إلى لبنان في 1919 ودرس في إرساليّاته الفرنسية، ثم غادره إلى فرنسا حيث وصل في عام 1924، والتقى بميليني التي تزوّجها في 1936 في لبنان. انضم ميساك مانوشيان إلى الحزب الشيوعي الفرنسي في عام 1934 وإلى جناحه المسلّح لمقاومة الفاشية والنازية بعد ذلك بتسعة أعوام، وشارك بمهمات عدّة حتى مقتل الجنرال الألماني Julius Ritter في باريس عام 1943 وإعدام مانوشيان في العام التالي.
وأكّد البيان أنّ ميساك مانوشيان وجورج عبد الله «محاربان من أجل الحرية والتحرير... مانوشيان نجا من مجازر إبادة الأرمن وعبد الله قاتل ضد من يبيد الفلسطينيين... والاثنان اتهما بمقتل ملحقين عسكريين يمثلون كيانات احتلال (علماً أنّه تم التلاعب بمحاكمة عبد الله)».
ولفت النص إلى أنّه بينما تنظّم فرنسا معرضاً بعنوان «عِش حتى الموت» تكريماً لمانوشيان وزوجته ورفاقه، تحتجز جورج إبراهيم عبد الله لأنه قاتل أعداء الحياة: «فإسرائيل كيان أقيم على أنقاض بلدات فلسطينية بعد إبادة سكانها».
وذكر البيان أنّ مانوشيان كتب لزوجته قبل إعدامه أنّه «بعد ساعات لن أكون في هذا العالم، طوبى للذين سيلحقون خطانا ويتذوّقون طعم الحرية والسلام. أنا متأكد من أنّ الشعب الفرنسي وكل المحاربين من أجل التحرير سيخلدون ذكرانا». بدوره، قال جورج عبد الله للحكومات الفرنسية التي تحتجزه منذ 40 عاماً رغم قرار المحكمة القاضي بتحريره: «لن أندم، لن أساوم وسأبقى أقاوم».