على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

في زيارة إلى منزله في كامبردج قرب بوسطن، روى لنا وليد الخالدي هذه القصة (حصلتُ على إذنه في النشر). كان الاقتصادي الفلسطيني المعروف، حسيب الصبّاغ، شريكاً في الأعمال مع جورج شولتز من شركة «باكتيل» قبل تولّيه وزارة الخارجيّة الأميركيّة في عهد ريغان. بعد اجتياح لبنان، قابله الخالدي والصبّاغ في واشنطن وتحدّثا معه عمّا يحدث. سألاه: هل ما يجري يندرج في نطاق الدفاع عن النفس؟ قال لا. سألاه إذا كان موافقاً على مواقف إسرائيل، فقال: لا، أبداً. دوّن ملاحظات وطلبا منه أن ينقلها إلى الرئيس الأميركي. فعل ذلك وطمأنهما. استقال أو أُقيل ألكسندر هيغ، وتبوّأ شولتز وزارة الخارجيّة مكانه. فتح الصباغ والخالدي وصحبهم زجاجات الشامبانيا ابتهاجاً بوصول العروبي الأميركي إلى البيت الأبيض. طلب الصبّاغ والخالدي موعداً، فما كان من شولتز إلا أن أرسل إليهما أن يتوجّها إلى مرآب سيّارات في مبنى ما مع تعليمات محدّدة. وصلا إلى حيث أعطاهما مبعوث شولتز ورقة كتب عليها اسم مسؤول في الخارجية الأميركيّة وطلب منهما (باسم شولتز) أن يوصلا ملاحظاتها إلى شولتز عبره، واعداً بأنه سيطلع عليها. كان شولتز من أكثر وزراء الخارجيّة تعاطفاً مع إسرائيل في تاريخ أميركا (نقول ذلك مع انتهاء ولاية كل وزير خارجيّة أميركي). كل رئيس وكل وزير يتفوّق على خلفه في الصهيونيّة. حدث أمر مشابه مع زبغنيو بريجنسكي: عرفه الخالدي في بيروت حيث كان يزوره في طريقه عائداً من مقابلات مع بولنديّين في إسرائيل، وأصبحا صديقين. عيّن كارتر بريجنسكي مستشاراً للأمن القومي. طلب الخالدي موعداً لزيارة صديقه ولكنه رفض. طلب عندها مقابلة مساعده، ويليام كوانت. أعطاه الموعد في البيت الأبيض. حاول الدخول فمنعه الحارس. أتى كوانت لاصطحاب الخالدي إلى الداخل، ولكن الحرس منعوه. كان هناك حظر ما على وليد الخالدي. تقابلا خارج البيت الأبيض. في المرة الثانية، تقابلا في البيت الأبيض، ولكن بريجنسكي لم يلتقِ به مرة واحدة خلال ولاية كارتر. خاطب بريجنسكي منظمة التحرير في مقابلة شهيرة مع «باري ماتش» قائلاً: باي باي، منظمة التحرير.

0 تعليق

التعليقات