على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لسنا بخير. الشعب العربي ليس بخير. لم يعد هناك جماهير عربيّة ثائرة وهادرة. الاستكانة عنوان السلوك الشعبي العربي. لا يعني أنّ الشعب العربي لا يتألّم. لا أعرف عربيّاً أو عربيّة لا يعانيان جرّاء حرب الإبادة الجارية، لكنّ عجزنا (الرسمي والشعبي) فظيع. وصل العجز إلى الضفّة الغربيّة (باستثناء المخيّمات الفقيرة فيها). حال رام الله مخزية: يتظاهر العشرات حاملين لافتات على طريقة الاعتراض الغربي المهذّب (والاعتراض الغربي الشبابي لم يعد مهذّباً. هناك شباب يخيّم يوميّاً أمام منزل وزير الخارجيّة الأميركي). حكومات الغرب لا تقيس الشعب العربي أو غضبه إلا عبر الشارع. هم خرجوا بنظريّة «الشارع العربي» لأنّهم كانوا يخافون منه. نظريّة جاريد كوشنير انطلقت من «معهد واشنطن» (الذراع الفكريّة للوبي الإسرائيلي والذي تدرّب فيه بعض اللبنانيّين، بمن فيهم المستشار الأقرب لسامي الجميّل في حركة «لبناننا»). باري روبين (المؤرّخ الصهيوني الذي تحوّل من مناصرة فلسطين في شبابه إلى التطرّف الصهيوني) كان دائماً يحثّ الإدارات الأميركيّة على تجاهل الرأي العام العربي، لأنّ عبد الناصر مات منذ زمن، وليس هناك من يستطيع أن يحرّكه من الأرائك. هل يُعقل أن تكون تظاهرات واشنطن ولندن ومدريد أكبر من تظاهرات العواصم العربيّة كلّها؟ وحده اليمن يشذّ عن القاعدة، فهو بات عاصمة التمرّد الشعبي العربي. وجنوب لبنان يناصر غزة بالدم، فيما يتنصّل منه أكثر من نصف لبنان، لا بل يؤازرون بصريح العبارة العدوان الإسرائيلي، ويفتشون عن تبريرات له. التظاهرات أمام سفارات الغرب تحرّك الغرب، لا اعتراضاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي. التظاهرات أمام السفارات الأميركيّة في العواصم العربيّة كانت تؤثّر في صنع السياسة، وكان صنّاع القرار يأخذون ردود الأفعال في الحسبان. اليوم، باتوا على قناعة، وإن كنّا غير راضين، بأنّنا سنكتفي بتوزيع كليبات وتعليقات مُندّدة على المواقع والـ «واتسآب». التظاهرات في الشوارع العربيّة تؤثّر في صنع القرار الغربي أكثر من تظاهرات عارمة في عواصم دول الغرب. السفارات الغربية هي قواعد سياسية وعسكريّة واستخباراتيّة ويستثمرون فيها بمئات الملايين.

0 تعليق

التعليقات