بحكم اطّلاعي (مثل غيري) على الوثائق الأميركيّة (المُفرج عنها أو المُسرّبة)، أستطيع أن أتخيّل بدرجة من الدقّة أحاديث شخصيّات المعارضة والتغيير (السعودية والإمارات وإسرائيل) مع الحكومة الأميركيّة وممثّليها. يقولون لهم: 1) لدينا شيعة «كويّسين» ومعارضون لمقاومة إسرائيل بالمطلق. لكنّهم لا يحظون بدعم وتمويل كافيين. القليل من المال يستطيع أن يجعل من الذين نالوا 300 صوت في الانتخابات منافسين جديّين لنصرالله.
2) نحن نحتاج إلى الكثير من المال من أجل تدعيم الصف الماروني المناوئ للحزب، وخصوصاً القوات والكتائب وحركة ميشال معوّض ــــ المُرشَد من جون بومبيو.
3) لماذا لا تطبّقون الفصل السابع من أجل نزع سلاح الحزب؟ هذا كفيل بالقضاء عليه.
4) لماذا لا يشنّ الغرب الحرب على إيران؟ هي، كما قال محمد بن زايد في وثيقة مسرّبة، رأس الحربة، وعليه فإنّ إبادة إيران كفيلة بزعزعة المحور.
5) نطلب من حليفتكم إسرائيل ألا تضرب إلا المناطق الشيعيّة وذلك للحفاظ على رصيدها عند القوى المسيحيّة (هذا كلام ورد من جماعة 14 آذار في تسريبات ويكيليكس، وخصوصاً من قبل وزير الدفاع اللبناني آنذاك، الياس المرّ.
6) نريد المزيد من الأساطيل الغربيّة قرب شواطئنا لأنّنا بوجودها نشعر بالأمان والدفء. كما أنّها ترهب أعداءنا، الذين هم أعداء إسرائيل.
7) نحن في القوّات اللبنانيّة محظوظون بقائدنا الجنرال سمير جعجع، وعليه فإنّه يعرض على أميركا منذ انتهاء حرب تمّوز بأن يقوم هو بالمهمّة للقضاء على حزب الله. إذا كانت المليشيات السنيّة التي أنشأتها السعوديّة في لبنان قد انهارت، فإنّ القوات «قد الحمل».
8) نحتاج إلى استمرار التمويل للمحطات الثلاث لأنّها أسهمت في إعلاء شأن عدد من الشخصيات. لولا التمويل الخليجي والغربي لـ «الجديد» كي تبرز مارك ضو، لما استطاع الفوز (مع الدعم الجنبلاطي طبعاً)/ وإبراز سامي الجميل وميشال معوّض في برنامج أفسد إعلامي ساعدهما جداً في البروز كزعيمَيْ صفّ أوّل، كأنّهما زعيما أكبر كتلة نيابيّة في آسيا.
9) طالبوا بنشر قوّات عربيّة تنزع سلاح الحزب، ويمكن الاستفادة من تجربة السعودية الناجحة في اليمن.