القاهرة | بات المغني والممثل المصري تامر حسني أوّل من يسقط في مصيدة الانتقادات الرمضانية التي جرت العادة أن تطلق شباكها في الساعات الأولى من السباق الدرامي في شهر الصوم، للتصدّي لأيّ مشهد أو إعلان يثير ضجّةً وتعقبه حملات انتقاد أو مقاطعة، خصوصاً لو تضمّن ما يخالف «ثوابت المجتمع الأخلاقية». لكن الجديد هذه المرة أنّ تامر حسني قدّم إعلاناً لسلعة تتصدر قوائم مقاطعة إسرائيل بالفعل. فما كان من الجمهور إلّا أن هاجم نجم الحملة التي حملت عنوان «افرح يا نايم». بدأت القصة بعد إطلاق ماركة «شيبسي» المملوكة لشركة «بيبسي» الأميركية أغنية «رمضان الجديد» بصوت حسني. الإعلان مبهج، ولكن الجمهور توقّف عند كون «شيبسي» إحدى الماركات المشمولة في قائمة المقاطعة الاقتصادية للاحتلال الصهيوني.
بعد انطلاق حملات المقاطعة ضدّ السلع الأميركية عقب «طوفان الأقصى»، غصّت منصات التواصل الاجتماعي بعشرات السلع الواجب الامتناع عن شرائها، سواءً لأنّ مالكيها يدعمون إسرائيل علناً أو على الأقل كنوع من الموقف الجماعي ضد الاقتصاد الأميركي الداعم بلا قيود للكيان العبري. غير أنّ الناس ركّزوا على براندات بعينها كونها الأكثر انتشاراً، والمعروف أنّها تؤازر العدو بشكل أو بآخر، وفي مقدّمتها طبعاً سلسلة مطاعم ومقاهي «ماكدونالدز» و«كنتاكي» و«ستارباكس»، بالإضافة إلى ماركات كـ «كوكا كولا» و«بيبسي» وغيرهما.
تزامن ذلك مع خروج تصريحات تؤكد أنّ تامر حسني قرّر تجميد كل نشاطه الفني بما في ذلك الحفلات والأفراح الخاصة، تضامناً مع أهل غزة الذين يتعرّضون لحرب إبادة منذ ستة أشهر، لا بل تسرّبت أخبار عن «إصابته باكتئاب حاد» بسبب الوضع برمّته.
تسريبات لم تفلح في رفع شعبية الفنان الباحث من دون جدوى عن الصدارة، التي وصل إليها أخيراً لكن على المستوى السلبي، إذ فوجئ كثيرون بالإعلان الجديد وبمضمونه المتجاهل لما يجري في فلسطين، وبالتالي التناقض الفاقع بين مواقفه المعلنة سابقاً وما يقدمه على الشاشة خلال شهر الصوم. علماً أنّ الأمر لم يتكرّر مثلاً مع المغني الإماراتي حسين الجسمي كونه لم يعلن موقفاً من الأساس، وكذلك مع عمرو دياب الذي نجح في التعامل بعقلانية مع الموقف، فلم تطله الانتقادات رغم تقديمه أغنيتَيْن جديدتَيْن ضمن المنافسة الإعلانية في الموسم الحالي. وحده تامر حسني فقد مليون متابع عبر فايسبوك خلال 24 ساعة فقط، ويقع فريسة عدد كبير من التغريدات والمنشورات القاسية التي التزم حيالها الصمت حتى كتابة هذه السطور، ربّما انتظاراً لتسريب جديد يدافع فيه عن خيانته للمقاطعة التي سبق أن أعلن بنفسه ومن دون أي ضغوط تبنّيه لها.