على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

جوناثان غرينبلات شخص مهم ونافذ سياسيّاً في واشنطن. هو مدير «رابطة مكافحة التعيير» («إي. دي. إل»)، وهي من أعرق المنظمات الصهيونيّة التي، تحت ستار مكافحة التمييز، تكمّ الأفواه وتتدخّل في العمليّة الاشتراعيّة كي تحمي الصهيونيّة وإسرائيل من الانتقاد. المنظمة في حالة ذعر وهلع هذه الأيام. الأرض تهتز تحت أقدامها. كانت وفود من اللجنة تقوم بزيارات لأصحاب الصحف والشركات ورؤساء الجامعات وأعضاء الكونغرس كي تضمن سيادة النظرة الصهيونيّة، وفرض المساواة بين معاداة اليهوديّة ومعاداة الصهيونيّة. وأقامت اللجنة علاقات وطيدة مع النظامَيْن السعودي والإماراتي. هي التي تقرّر ما يجب حذفه من المناهج المقرّرة في الدول العربيّة، وكلّ الدول العربيّة تنصاع. الويل للحكومة التي لا تزال تحتفظ بمعاداة للصهيونيّة وإسرائيل في مُقرّراتها. في تسريب جديد لمكالمة لغرينبلات، عبّر عن غضبه الشديد من تعبيرات وصيحات الشباب الأميركي، وخصوصاً في الجامعات. يقول، عن حقّ، إنّه لم يسمع مثل هذا الكلام من قبل. وأنا في سنواتي لم أسمع هذا الكلام من قبل. لم أكن أحلم أن يهتف شباب أميركي بشعار «من النهر إلى البحر». ذُهل غرينبلات لهذا الكمّ من التعيير بالصهيونيّة والشعارات التي ترفض وجود إسرائيل. هاله الكلام عن «الكيان». تعبير «الكيان» نبذته الأنظمة العربيّة بعد مدريد. أدّبهم بوش وبيكر وأفهموهم أنّ ثمن الحرب التي أرادوها سيكون تسديد أقساط لمصلحة إسرائيل (مقاطعة إسرائيل كانت من الترتيبات التي أصرّت عليها تلك الإدارة). والكلام عن «الكيان» في أميركا كان من المحظورات. هذه مصطلحاتنا في العالم العربي قبل غزوة الإعلام السعودي والإماراتي والقطري الذي فرض تعابير محترمة عن الكيان الإبادي الغاصب. تسجيل غرينبلات إشارة بسيطة إلى الأزمة التي تمرّ بها المنظّمات الصهيونيّة. كان القطاع الشبابي الجامعي عماد العمل الصهيوني الجاذب. البضاعة الإسرائيليّة كانت آسرة للتقدميّين. لكن نتنياهو بات هو صورة البضاعة الإسرائيليّة التي يراها الشباب منفّرة. هي بضاعة رجعيّة عنصريّة لا تجذب الشباب وتضع الطلاب الصهاينة في موقع دفاعي، كما كنّا نحن العرب قبل عقود في كل الجامعات هنا.

0 تعليق

التعليقات