على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

خطاب تشاك شومر في مجلس الشيوخ يُعدّ خطاباً تاريخيّاً بكل المقاييس. هو حالة يهوديّ يصل إلى أعلى منصب مُنتخب في النظام السياسي الأميركي. ليس من منصب أعلى منه إلا رئيس مجلس النواب أو رئيس الجمهوريّة. هو رئيس الغالبيّة، ومجلس الشيوخ هو مجلس النخبة السياسيّة الحاكمة، وفقاً لما أراد المؤسّسون. وقد أشار إلى هذه الخاصّة في خطابه الطويل. إسرائيل رأت أنّ الخطاب خطير جداً، والحزب الجمهوري المُنافس شنّ حملة فوريّة على الحزب الديموقراطي برمّته بحجّة أنه تخلّى عن إسرائيل. لا يجب الحكم على الخطاب من دون قراءته بكامله. العناوين لا تمثّل مضمون الخطاب على الإطلاق. ليس صحيحاً أنّ شومر أعلن الطلاق مع إسرائيل. فقد استهلّ الخطاب بمقاطع عن صهيونيّته التاريخيّة وعن ولائه لإسرائيل، وعن خوفه على إسرائيل في عام 1967 من خطة العرب لرمي إسرائيل في البحر (كاذب من يزعم أنّه كان خائفاً على الدولة النوويّة في عام 1967 من جيوش عربيّة صدئة). حاول شومر بخفر أن يمثّل الاتجاهات الجديدة في الحزب الديموقراطي التي افترقت عن التأييد التاريخي المطلق لدولة إسرائيل. لكنّ شومر يمثّل جالية يهودية كبيرة، وكان من أعمدة اللوبي الإسرائيلي منذ أن خدم في مجلس النواب الأميركي. لا أقلّل من أهمية الخطاب، لكن ذلك يُقاس بمقياس السياسة الأميركيّة وليس بمقياس المصلحة العربيّة. لقد أراد من الشعب الفلسطيني أن ينبذ «حماس» و«فتح» على حدٍّ سواء، وأن يؤيّد سلام فيّاض (الذي كان يصفه جورج بوش بـ «غلامي» الذي نال في آخر منازلة انتخابيّة 1 في المئة من مجمل الأصوات). وكالعادة، يريد من العرب التغاضي عن النكبة وعن حق العودة. ويريد منا أن نمنع قتل الإسرائيليّين، لأنّ قتل العرب للإسرائيليّين لا يمكن أن يكون من منطلقات غير لاسامية. سياسي جمهوري قال إنّ الخطاب كان تملّقاً للجالية العربيّة في ولاية ميشيغان الحسّاسة، وآخر قال إن شومر باع إسرائيل. لكنّ بعض الجالية اليهوديّة يحمل مشاعر معارضة لحرب الإبادة. قال مُعلِّق في «واشنطن بوست» أنّ شومر جاهر بما يفكِّر به الكثير من أصدقاء إسرائيل.

0 تعليق

التعليقات