متأخرة قرّرت السيدة مي نجيب ميقاتي الاحتفال بعيد المرأة. لا بأس. أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً. والسيدة الثالثة تريد أن تحجز لها مكاناً على لائحة السيدات الناشطات كما زميلاتها. ولكي تضمن نشر الخبر، فليكن الاحتفال تكريمياً لـ«مراسلات في موقع الحدث، تقديراً لجهودهنّ» من خلال مأدبة غداء. «الأخبار » كانت مدعوة عبر خمس من الزميلات، إضافة إلى صحافيات في جرائد أخرى. هؤلاء اكتشفن بعد دقائق قليلة من وصولهن إلى السرايا الحكومية أمس أنّ الحفل مخصّص لتكريم جهود جميع المراسلات التلفزيونيات «الحديثات في الميدان»، بينما لم يبقَ للمراسلات والصحافيات العاملات في «المكتوب» سوى مأدبة الغداء الذي يجب الاعتراف بأنه كان لذيذاً فعلاً. هكذا تعتقد «سيدة السرايا » أنها تعوّض عن تغييب العاملات في الصحف عن التكريم. لكن رغم طبق «فخذ الغنم مع الرز الشرقي والقلوبات»، لم تفهم أيّ من صحافيات «المكتوبة» غيابهنّ الكامل عن التكريم. بالأحرى، لم يفهمن سبب دعوتهن عبر بطاقة شخصية وجهت إلى كل منهن باسمها، ولمََ عاد مكتب السرايا الحكومية وأرسل إليهنّ «فاكس» يطلب فيه تأكيد الحضور أولاً، ثم عاد واتصل هاتفياً مرة ثانية ليتأكّد من حضور صحافيات «الأخبار» المدعوّات واحدة واحدة؟
هل كان منظّمو الاحتفال يحتاجون إلى من يملأ الطاولات الخلفية في الاحتفال؟ هل كانوا يحتاجون إلى جمهور؟ أم أن هذه هي نظرة الداعين إلى الصحافة المكتوبة والعاملين فيها؟ بل يمكن طرح المزيد من الأسئلة عن كيفية اختيار المدعوات إلى مأدبة الغداء هذه، إذ تساءلت الزميلات «المنبوذات» في الصفوف الخلفية عمّا إذا كان الداعون يقرأون مقالاتهن أم أن توجيه الدعوات إليهنّ جرى عشوائياً، خصوصاً بعدما عرضت خلال الاحتفال مقاطع قصيرة من عمل المراسلات المكرّمات من دون أي إشارة إلى أعمالهنّ المكتوبة.
في عصر «النيوميديا» تتأكد يوماً بعد يوم مقولة ريجيس دوبريه عن التلفزيون: كل ما لا نراه على الشاشة الصغيرة غير موجود.
وهذا ما ينطبق على حالة صحافيات «المكتوبة» الموجودات على الأرض، لكنهن لا يحملن ميكروفوناً، ولا تصوّرهن كاميرا. والنتيجة: لا عمل لهنّ ليعرض في احتفال تكريمي.
تصرّف مماثل كان يمكن تقبّله من مواطن عادي يقضي معظم وقته أمام الشاشة ولا يعرف الكثير عن الصحافة المكتوبة. لكنه يثير الاستغراب عندما يصدر عن السيدة الثالثة في لبنان وفريق عملها.
1 تعليق
التعليقات
-
المسؤول كما الجمهورعزيزتي زينب نحن نعيش في بلد يمارس فيه المسؤول التشاطر على بني مجتمعه من خلال سلوكه اليومي (وتربيحه الجميل)بانه يعمل ليل نهار ويتفانى في سبيل ادارة شؤونه من اجل ايصاله الى مصاف الشعوب المحترمة .لذا كان لابد من تكريم المواطن من خلال من يمثله من نجومه الاعلاميين او الاعلاميات . ما حصل في (دارة) سيدة السرايا يحصل كل يوم في لبنان ويرتكب المسؤولين فيه ابشع المجازر بالاعلاميين والاعلاميات المرئيات والغير مرئيات لاسيما من هم خلف الكاميرا(او في الغرف الحالكة الظلام )حيث يكون احتفال يحمل عنوان تكريم اعلاميين او اعلاميات مطية لاهداف اخرى كما ذكرتي في مقالتك . ليس انتقاصا من الزميلات في الاعلام المرئي اللاتي اضحينا يشبهن بعضهن في الكثير من الاستعراضات امام الشاشة وكان الفيديو كليب تحول من اغنية الى خبر والى حدث والى اكشن وغيره من التوصيفات ......؟ التي يحبها الجمهور فيجبر المسؤول على اللحاق به فكان نتاجها في السرايا يوم امس وغدا تكريم اخر ومجزرة اخرى وفي الختام المسؤول كما الجمهور ما لايراه على الشاشة غير موجود ومنكم نستفيد