كل هذا دون أن يغفل أنّ فريقاً واحداً لم يكن بمقدوره إقرار غلاء المعيشة البالغ 121% حتى نهاية عام 2011 المتراكم من عام 1996. لذلك، بالرغم من أنّ السلسلة لم تحافظ على الحقوق المكتسبة للقطاعات وعلى الموقع الوظيفي لأستاذ التعليم الثانوي الذي حافظنا عليه منذ تأسيس الرابطة ويجب استعادة هذا الموقع عند نضج الظروف الذاتية والموضوعية، إلّا أنها تشكل منطلقاً وأساساً جيداً لاستكمال التحركات.
إن إقرار السلسلة جاء تتويجاً لكل هذه النضالات، إلّا أنّ السلسلة تتعرض اليوم لحملات شرسة ومنظمة ومدروسة من القطاعات ذاتها التي حاولت جاهدة منع إقرارها.
يضاف إلى ذلك الموقف المستجد للقضاة وأساتذة الجامعة الذين لم يقدّروا، ولم يأخذوا بالاعتبار موقفنا عند تمرير سلاسلهم التي كان بمقدورنا إيقافها في وقتها، لولا حسّ المسؤولية والأخلاقية النقابية التي مارسناها، والتي لم يبادلونا الروحية النقابية نفسها التي تتميز بها روابطنا.
باتت الدعوة إلى عقد اجتماع موسع لهيئة التنسيق النقابية
أكثر من ملحّة
لهذا، وأمام المخاطر الجدية التي تواجهها السلسلة، ومنها إعادتها إلى المجلس النيابي لدرسها مجدداً، مع ما يعني ذلك من العودة إلى النقطة الصفر، ولما كان الصمت الإيجابي، الذي تعاملت به الروابط وهيئة التنسيق النقابية حتى اليوم، بات يفهم أنه ضعف وتفكك للهيئات المكونة لهيئة التنسيق، وبات ذلك يهدد مصير السلسلة بكاملها، لذلك باتت الدعوة إلى عقد اجتماع موسع لهيئة التنسيق النقابية أكثر من ملحّة، وذلك لدراسة كل هذه المعطيات والمستجدات وإظهار بشكل مدروس أن هذه الهيئة بمن وبما تمثل ما زالت موجودة ولديها الأسلحة الضاغطة والفاعلة لمنع استمرار هذه الهجمة المتمادية، التي إن لم يوازِها حضور مؤثر لهيئاتنا، فستُطاح السلسلة وكل التضحيات والنضالات التي كانت سبباً لإقرارها.
أيها الزملاء، أقدّر دقة المرحلة وحساسيتها، وبالوقت نفسه دقة عدم توقيع السلسلة وحراجته.
لذلك، فلتجلس الروابط إلى طاولة مستديرة وتتدارس الوضع، والاتفاق على آلية مواجهة الاحتمالات كافة. الوقت ضيق.
* نقابي