مقالات مرتبطة
وقد وصل سلامة في الوقت المحدد، في الساعة العاشرة والنصف صباحاً، إلى قصر العدل، ودخل إلى قاعة استجوابه من دون أن يصطحب محامياً كما أكدت المصادر. وفيما أحاط نفسه بعدد من المرافقين الأمنيين لدى دخوله وخروجه، نفّذ الجيش اللبناني انتشاراً كثيفاً على طول الطريق المؤدية إلى قصر العدل بالتزامن مع انعقاد الجلسة. الساعات الست التي طرحت خلالها بوروزي على سلامة نحو 100 سؤال لم تكن كافية، لذلك تم تحديد جلسة أخرى اليوم في التوقيت نفسه لاستكمال التحقيقات بـ100 سؤال آخر.
ورفضت مصادر قضائية الإجابة عما إذا كانت التحقيقات تطرقت إلى ملفات غير تبييض الأموال، «حفظاً لسرية التحقيق»، لكنها أشارت إلى «سذاجة بعض الأسئلة واتخاذها طابعاً شخصياً لا يمت إلى الملف القضائي بصلة». وخلافاً لما نُشر عن حفاظ سلامة على هدوئه خلال التحقيق، أكدت المصادر أن الحاكم بدا متوتراً جداً خصوصاً أنه لم يتوقع استمرار التحقيقات على مدى يومين ومكوثه لساعات طويلة في قصر العدل. على أن قلق سلامة الرئيسي يتمحور حول ادعاء القاضية الفرنسية عليه في باريس، ما سيؤدي إلى تحوّل كبير في مسار التحقيقات اللبنانية وفي قدرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على تحمّل بقاء سلامة في منصبه من دون الدعوة إلى جلسة طارئة لإقالته. خصوصاً أن تحقيقات موازية في موناكو وسويسرا تطاول ميقاتي نفسه وسط تنصل فرنسي منه، إذ تبلغ منذ أسابيع من رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية برنار إيمييه أن «فرنسا لا يمكنها تغطيته بعد الذي حصل».
بدا الحاكم متوتراً جداً خصوصاً أنه لم يتوقع استمرار التحقيقات على مدى يومين
باختصار، يضيق الخناق حول الحاكم يوماً بعد يوم في انتظار قرار القاضية الفرنسية الذي سيشكل فاتحة لادعاءات أخرى ضد سلامة في بلدان أوروبية مختلفة أبرزها ألمانيا ولكسمبورغ. من جهة أخرى، ولأن جلسات استجواب الحاكم امتدت على مدى يومين بعد تأجيل جلسة يوم الثلاثاء، لن تستمع القاضية الفرنسية والوفد المرافق لها إلى كل من شقيق الحاكم رجا سلامة ومعاونته ماريان الحويك قبيل مغادرتهما غداً، على أن يتم الاستماع إليهما لاحقاً في زيارة أخرى قريبة.