تعاني بعض أحياء مدينة طرابلس، منذ بداية شهر رمضان، من أزمة نقص وتقنين في مياه الشّرب لديها، وتوقّف تدفّق المياه في صنابير منازل ومحالّ تجارية عديدة في المدينة. الأهالي رفعوا الصوت بالشكوى مطالبين بمعالجة المشكلة سريعاً، ولفت عدد من الذين يعانون، أن التغذية بالمياه كانت قد تحسّنت خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت شهر رمضان بعد زيادة ساعات التغذية بالتيّار الكهربائي، لكنّ هذا التحسّن تراجع وعادت الأزمة إلى نقطة الصفر في بعض الأحياء مع دخول شهر رمضان «من دون إعطاء مصلحة مياه طرابلس أيّ مبرّر عن أسباب هذا الشحّ في المياه في المناطق نفسها التي كانت تعاني في السابق من أزمة نقص وتقنين». ولم يتردّد البعض في اتهام مصلحة المياه بأنّها تعمد إلى التقنين في بعض الأحياء من دون تفسير لذلك، فيما يتساءل آخرون ما إذا كان التقنين «بسبب أعطال طرأت على الشّبكة أم غير ذلك، طالما أنّ التغذية بالتيّار الكهربائي من أجل تشغيل مضخّات المياه قد تحسّنت».ينفي رئيس نقابة عمّال ومستخدمي مصلحة مياه طرابلس كمال مولود لـ«الأخبار» وجود أيّ برنامج تقنين للمياه في المدينة، «لأنّ هناك وفرة في المياه، وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الأيّام من السّنة، كما أنّ التيّار الكهربائي لم ينقطع أبداً عن تغذية مضخّات مياه المصلحة منذ فترة، بعدما ربطنا المضخّات بخط مباشر من محطة كهرباء البحصاص في طرابلس يغذيها بالتيّار بلا توقف، إضافة إلى توافر كمية من المازوت في خزّانات المصلحة تكفي لتشغيل المضخّات إذا توقف تزويدها بالكهرباء لسبب أو لآخر». ويرجّح مولود أن تكون «الشكاوى فردية وعائدة إلى مشاكل وأعطال في تمديدات شبكات المياه الخاصّة، وهذا أمر خارج نطاق عمل المصلحة، وقد أوضحنا ذلك لمن راجعنا بالمشكلة؛ أو أن تكون الشّكاوى مرتبطة بانقطاع التيّار الكهربائي أو توقف تشغيل المولدات الخاصة في بعض المناطق والأحياء، وعندما تعود الكهرباء إليها يكون الضغط كبيراً على مضخات المياه، الأمر الذي يحتاج إلى وقت قليل قبل عودة المياه إلى مجاريها بشكل طبيعي». ويلفت مولود إلى أنّ «الضغط الكبير على شبكة المياه في شهر رمضان يكون بين السّاعة الواحدة ظهراً والعاشرة ليلاً، بسبب حاجة المواطنين إلى المياه في هذه الفترة التي نعرف أنّه يجري فيها استهلاك أكبر كمية من المياه، ولذلك قمنا بضخّ كميات إضافية من المياه لكي لا يشعر المواطن بأيّ نقص».