مدرّس الموسيقى والأستاذ الجامعي محيي الدين كنيعو
(هيثم الموسوي)
لم يقتصر دور المدرّس الموسيقي على تعليم العزف، بل شمل السلوك وتقنيات التنفّس والتعبير الموسيقي الارتجالي. اكتسب الأحداث الثقة بأنفسهم تدريجياً، مع مرور كل أسبوع، وبدأوا بإطلاق الألحان الموسيقية التي تردَّد صداها في أنحاء السجن المركزي المكتظ في رومية، الذي يُحشر فيه أكثر من 3000 سجين بين محكوم وموقوف. حرص المعنيون بالمشروع الموسيقي على تشجيع الأحداث للتعبير عن مشاعرهم العميقة وأفكارهم من خلال الألحان التي أطلقوها. وفي اليوم العالمي للموسيقى نُظّم حفل موسيقي دُعي إليه موظفي السجن والسجناء وبعض الجمعيات العاملة في السجن لمشاهدة التقدّم الملحوظ الذي أحرزه الأحداث خلال هذه الأشهر. لم تكن هذه العروض مصدر فخر وإنجاز للأحداث فحسب، بل ساهمت في تحسين صورة السجناء والتشجيع على منحهم فرصة ثانية، كما عززت التفاهم والتعاطف بين الجمهور وربط الأحداث بالعالم الخارجي. تقدّم الموسيقى إحساساً بالهوية والهدف لأولئك الذين ينتقلون من السجن إلى العالم الخارجي. يسمح هذا المشروع للأفراد بالاستفادة من مواهبهم الفريدة وشغفهم فيها، مما يوفّر طريقاً نحو اكتشاف الذات ووسيلة لتعريف أنفسهم بما يتجاوز أخطاءهم الماضية. نتائج هذا المشروع واعدة وتؤكد ضرورة تطوير وتنفيذ خدمات وبرامج إعادة التأهيل في نظام قضاء الأحداث تشمل الموسيقى والفنون الأخرى، وإيجاد استراتيجيات لاستدامتها.
* (الصور من تقرير أعدته قناة LBCI)