تحاول الإمارات العربية المتحدة قلب صفحة مقتل اللبناني غازي عز الدين (55 عاماً) تحت التعذيب في أحد معتقلاتها، في أيار الماضي، ودفنه في دبي بعد أقل من شهرين على توقيفه مع ثمانية من أشقائه وأقربائه. أولى المحاولات كانت إطلاق الموقوفين الثمانية، تلاها رفع الإقامة الجبرية عن عائلة الضحية وعن الموقوفين المفرج عنهم بدءاً من مطلع الشهر الجاري، ثم استئناف منح تأشيرات الدخول للبنانيين. فيما ينتظر سبعة من اللبنانيين المحكومين بتهم أمنية الإفراج عنهم بعفو خاص لمناسبة عيد الأضحى.عائلات غازي ورفاقه تلتزم عدم التصريح لوسائل الإعلام أو التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي خوفاً من رد فعل ضد المفرج عنهم. لكن عويل والدته، في منزل العائلة في بلدة باريش (قضاء صور)، لا ينقطع ليلاً ونهاراً. «بدّي ابني ولو عظمة»، نداء لا تنفكّ عن تحميله لكل من يمكن أن يساعد على استرجاع جثمان ابنها، وتأمل أن يشكّل العيد مناسبة لتفرج السلطات الإماراتية عن الجثمان.
أقرباء غازي تواصلوا مع بعثة الصليب الأحمر الدولي في بيروت لطلب المساعدة لاستعادة جثمانه، «لكن قالوا لنا إنهم غير قادرين على التحرك في هذا الشأن إلا بطلب رسمي من الدولة اللبنانية. لذا قصدنا وزارة الخارجية التي لم تستجب لمطالبنا بعد».
ليس من صلاحية الصليب الأحمر الدولي التدخل من دون طلب رسمي لبناني


وكانت الإمارات قد أعلنت استئناف منح تأشيرات الدخول للبنانيين، بدءاً من الجمعة الماضي، بعد تعليقها منذ أقل من شهر، مع توقف التطبيق الإلكتروني الذي تعتمده شركات السياحة والسفر عن تسجيل طلبات الحصول على التأشيرات. وصنف القرار كرد فعل من الإمارات على الإدانات الذي طالتها بعد مقتل عز الدين. وكان لافتاً، قبل يوم واحد فقط من الإعلان عن استئناف منح التأشيرات، نشر سفير لبنان في الإمارات فؤاد دندن على موقع السفارة الإلكتروني بياناً أعلن فيه أن عائلة عز الدين ستزور لبنان قريباً. وجاء في البيان الذي نشر الأربعاء الماضي أن دندن زار عائلة «المغفور له عز الدين لتقديم العزاء، بعدما كنت قد قدمت واجب العزاء حينها ولو عن بعد». في الزيارة التي تأخرت نحو أربعين يوماً، كان في استقباله أرملة عز الدين، رشا حمادة، وشقيقاه بسام وعباس اللذان أُفرج عنهما بعد توقيفهما معه. بيان دندن نقل «أنهم جميعاً بخير ويتنقلون بحريّة تامّة، وقريباً، في عطلة عيد الأضحى على الأرجح، سيزورون الأهل في لبنان». ونقل عنهم شكرهم للجهود «التي بذلتها السفارة اللبنانية في أبو ظبي، وتجاوب السلطات الإماراتية المختصة معها».