فبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، والقانون 78/2018 اللبناني المتعلق بـ«حماية نوعية الهواء»، لا يجب أن يزيد تركيز «الجسيمات الدقيقة» التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، عن 5 ميكروغرامات في كل متر مكعب من الهواء، وذلك على مدى سنة كاملة. وفي حال الزيادة، لا يجب أن تتجاوز الـ «15 ميكروغراما للمتر المكعب من الهواء، لمدة 4 ساعات فقط». «الجسيمات الدقيقة» التي يقل قطرها عن الـ 2.5 ميكرومتر تشكل خطراً كبيراً على الصحة لقدرتها على الدخول إلى الشّعَب الهوائية داخل الرئتين، والتراكم داخلهما، يؤدي لأمراض مستعصية كسرطان الرئة.
الأجسام الدقيقة ستتحرك وفقاً لحركة الهواء، وستنتقل نحو أماكن أبعد
لبنانياً، المسؤول الأساسي عن «الغبار المسرطن» هي الصناعات الثقيلة التي تستلزم تكسير وطحن وحرق الصخور. وأبرز المصانع الموضوعة تحت مجهر المراقبة، مقالع ومعامل إنتاج الإسمنت التي تقوم آلاتها بـ«إنتاج مواد شديدة الخطورة على الصحة العامة لسكان القرى المحيطة والعاملين فيها». وتتركز هذه المصانع في لبنان في 3 مناطق بشكل أساسي: سبلين، شكا وكفرحزير.
كما بيّنت قراءات أجهزة الرّصد أنّ الانبعاثات في المنطقة لا تقتصر على «الجسيمات الدقيقة»، بل تشمل أيضاً «الغازات الناتجة عن عمليات حرق النفايات، والعمليات الكيميائية المستخدمة في مصانع الإسمنت». هذه الملوثات، بحسب التقرير، ستؤدي في القادم من الأيام لمشاكل صحية على مستوى المنطقة، لقربهما من مدينة طرابلس، والانفتاح الطبيعي على سلسلة الجبال الغربيّة. ولن يقف الخطر عند الحدود اللبنانية، بل يتعداه للإقليم، فـ«الأجسام الدقيقة ستتحرك وفقاً لحركة الهواء، ما يمكنها من الانتقال نحو أماكن أبعد لتوسّع دائرة الخطر».