تعنيف مربّية أطفال في إحدى دور الحضانة في المتن لا تزال تتفاعل إعلاميّاً وافتراضيّاً. منذ مساء الاثنين، تصدّر الخبر النشرات وتسابقت القنوات لأخذ المقابلات من أهالي الأطفال المعنَّفين وإعطاء الهواء للقضية، إضافة إلى الحملات الهجومية على مواقع التواصل.وكما في جريمة اغتصاب ومقتل الطفلة لين طالب أو جريمة قتل منى الحمصي أو زلزال السادس من شباط أو غيرها من حوادث مؤلمة، انتشرت فيديوات التعنيف من دون أدنى حدّ من المعايير الأخلاقية أو المهنية، ومن دون احترام مشاعر الأهل وخصوصيتهم، فيما لم تتّخذ القنوات التلفزيونية إجراءات تُذكر للحدّ ممّا يحصل، بل تركت على هوائها الدعوات لمشاهدة الفيديوات على مواقع التواصل.

(مروان بوحيدر)

وإذا كان مهماً إظهار الجريمة للتوعية ومحاسبة المرتكب، إلا أنّ ذلك ينبغي أن يكون ضمن معايير محدّدة تضمن وصول الرسالة من دون ضرب عرض الحائط بالحسّ الإنساني ومشاعر الناس، ولا سيّما أهالي الأطفال الذين بدا عليهم التعب والصدمة عند ظهورهم على الإعلام. وتصدّر هاشتاغ (#بنت...) مهاجم للمربّية على موقع تويتر، انتشرت تحته الفيديوات وصوَر المربّية وهي ترتدي وشاح «المعلّمة الفضلى»، مع عبارات الاستنكار والمطالبة بإنزال أشدّ العقوبات بحقّها. ولأن من المرجّح أن تستمرّ الحملات لبضعة أيّام حتى مع اعتقال المربّية، نظراً إلى بشاعة ما قامت به، لعلّ بعض الصفحات والقنوات يتّعظ ويأخذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع خبر حسّاس مماثل.