على وقع التطورات في ملف حاكمية مصرف لبنان، وصلَ إلى بيروت بعدَ ظهر أمس المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، في زيارة تستمر حتى يوم غد. وافتتح جولته بلقاء مع الرئيس نبيه بري في عين التينة استمر حوالي 45 دقيقة، أعلن بعده رئيس المجلس عن «كوّة فُتحت في جدار الملف الرئاسي»، مجدداً التمسك بسليمان فرنجية كمرشح للرئاسة. تصريح بري «الإيجابي» أثار استغراب مختلف القوى السياسية وحتى المقرّبين منه، خصوصاً أنه قال أمامهم إن «كلام الموفد الفرنسي كانَ عاماً، إذ أكد أن فرنسا لن تتراجع ومستمرة في سعيها للتوفيق بين اللبنانيين والوصول إلى حل يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، لكنه لا يحمل أي مبادرة جديدة.وسبق وصول الموفد الفرنسي تبادل معطيات حول اجتماع دول اللقاء الخماسي في الدوحة، لجهة أن الأطراف المعنية أعطت فرنسا مهلة إضافية لثلاثة أشهر لتوفير مناخات توافقية، وأن دولاً دعت فرنسا إلى طرح كل الأفكار على الطاولة وعدم حصرها بالتسوية الخاصة بسليمان فرنجية ونواف سلام. فيما كان الجانب السعودي حازماً في رفض أي محاولة لفرض حوار يقود إلى البحث في الدستور اللبناني أو النقاش في تعديلات على اتفاق الطائف.
بعض من التقوا لودريان قالوا إن «الأجواء هذه المرة أفضل من الزيارة السابقة». وقد تعدّدت التفسيرات لهذه «الإيجابية»، ونُقل عن النائب ميشال معوض أن الإيجابية مردّها إلى أن «لودريان لم يتحدث عن ترشيح فرنجية هذه المرة»، مع تفسير بأن هذا قد يمثّل تراجعاً فرنسياً عن المبادرة أو إقراراً بعدم إمكانية انتخابه. وقال متصلون بالموفد الفرنسي إنه «عرض نتائج اجتماع الدوحة ولقاءاته في المملكة العربية السعودية»، وأكّد «ضرورة حصول حوار بينَ اللبنانيين للوصول إلى حل» لا أكثر، ولم يكن حاملاً لأيّ مبادرة ولم يتحدث عن حصول تقدم في الموقف الخارجي.
وبحسب المصادر، فإن فكرة الحوار التي يعمل عليها الجانب الفرنسي قد لا تكون محصورة في لقاء الطاولة الموسّعة، وإنه في حال إصرار فرقاء داخليين على رفض الحوار، وعدم وجود حماسة سعودية للفكرة، قد يجري البحث في صيغة أخرى، تكون على شكل مفاوضات أو اتصالات تحصل بين أكثر من طرف، قبل التوصل إلى خلاصة يمكن الاعتماد عليها بشأن الملف الرئاسي.
وكان لودريان التقى أمس في قصر الصنوبر، كلّاً من رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ومعوّض، وسيلتقي صباح اليوم فرنجية، إضافة إلى اجتماعاته مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وكتل نيابية أخرى، على أن يلتقي وفد قيادة حزب الله يوم غدٍ الخميس. علماً أن جولة لودريان لن تشمل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كونها تقتصر على الشخصيات ذات الصلة بالملف الرئاسي.