في رسالة نصّية كشف عنها أخيراً ماثيو لي، من «إنر سيتي پريس»، يصف «الإسكوا» بإدارة رولا دشتي بـ «المزرعة»، نسبةً إلى رواية جورج أورويل، حيث المساواة شكلية فقط. تأتي هذه التسريبات في إطار ملف استقصائي يقوم به الباحث حول الفساد الإداري المُستشري في هيئات الأمم المتحدة في حقبة أنطونيو غوتيريش في الأمانة العامة.ويكشف ماثيو لي عن رسائل حول ممارسات دشتي في «الإسكوا».

رولا دشتي و أنطونيو غوتيريش خلال تسلّمها منصب الأمانة التنفيذية للإسكوا

في إحدى الرسائل، يتوجّه طاقم العمل إلى الأمين العام من حساب مجهول خشية رد فعل دشتي. مضمون الرسالة هو التبليغ عن تسامح دشتي مع أحمد الديك (مدير إدارة الموارد) رغم إدانته بالتحرش من قبل مكتب الرقابة. وبدلاً من إقالته، تم وضعه في إجازة خاصة مع دفع الراتب الكامل لمدة عام. وتشرح الرسالة أنّ حماية دشتي للديك تأتي في إطار سياسات مُمنهجة من الاستنسابية التي ترعاها في «الإسكوا»، ومنها الترقيات غير المنتظمة وتعيين عدد من الأقارب والمعارف، إضافة إلى ممارسات ترهيبية اعتمدتها مع حاشيتها لمنع الموظفين من التبليغ عن الممارسات إلى مقر الأمم المتحدة.
في رسالة ثانية، يتوجّه طاقم العمل مباشرةً إلى ماثيو لي متطرّقاً إلى سياسات التوظيف والترقيات المريبة التي تعتمدها دشتي في «الإسكوا». إذ إنها تستغلّ منصبها كمديرة تنفيذية لتشكيل طاقم مُوالٍ لها. وفقاً للرسالة، يزعم أنّ دشتي أبرمت اتفاقيات مقاولة مع عملاء مقرّبين منها بقيمة مئات آلاف الدولارات، وأنّها وظّفت أحد أقربائها المباشرين، مخالفةً بذلك القوانين الداخلية للأمم المتحدة.
في رسالة أخرى من مسؤول إدارة الموارد البشرية، يتم التطرق إلى تفاصيل حول ممارسات دشتي منذ شغلها منصبها عام 2019، ومنها تجريد كبار المسؤولين في مكاتب الميزانية والموارد البشرية من صلاحياتهم، واحتكار السلطة، وحصر عملية صناعة القرار بيد المديرة التنفيذية نفسها. ويذكر أنّ دشتي تتّسم بأسلوب إداري مسيء، يتضمن التأنيب العلني للموظفين بالصراخ. ويشمل التبليغ أيضاً سلسلة ممارسات تتّسم الاستنسابية، كتوظيف الأقارب والمعارف، تشكيل دائرة مقرّبة تضم موظفين مفضّلين مما يترتب عليه ترقيات استنسابية.