منذ فجر أمس، دخل اتفاق إطلاق النار في عين الحلوة حيّز التنفيذ عقب اشتباكات بين «فتح» و«الشباب المسلم». وحلّت مكان أزيز الرصاص ودويّ القذائف أصوات القنص التي شلّت الحركة في بعض أحياء المخيم. وازدادت وتيرته مع ساعات المساء، حيث أُعلن عن مقتل الإسلامي في جند الشام أبي محمد مصطفى في حي الطوارئ. لكنّ مصادر متابعة أكّدت أنه أصيب باشتباكات ليل الأربعاء وتوفي أمس متأثراً بنزيف حادّ. وتوقّعت مصادر ميدانية أن يبقى الوضع الأمني في عين الحلوة تحت سقف القنص.وكانت الاتصالات الجارية بين السلطات اللبنانية وقيادة رام الله، ركّزت على أن استمرار القتال لم يعد له أي فائدة، وأنّ مقاتلي «فتح» استغلوا فرصتين لتسجيل انتصار ولو كان رمزياً على الإسلاميين، لكنّ النتيجة كانت العكس، وسقط المزيد من الضحايا من الحركة نفسها. كما أن الجيش اللبناني بات مضغوطاً من أهالي مدينة صيدا التي تعرّضت أحياء فيها بعيدة عن المخيم لسقوط قذائف إلى جانب الرصاص العشوائي، وقد أبلغت فعاليات المدينة قيادة الجيش بأن عليه التحرك، كما تولى النائبان أسامة سعد وعبد الرحمن البزري والنائبة السابقة بهية الحريري التواصل مع القيادات في المخيم، لإبلاغهم بأن المدينة لم تعد تتحمّل ما يحصل. وقالت مصادر إن قيادة «فتح» طلبت إجراء تحقيق مستقلّ لمعرفة هوية الذين قاموا باغتيال العميد أبو أشرف العمروشي، وقدّمت معطيات تدل على علاقة لمقاتلين من «جند الشام» و«الشباب المسلم»، وقال مسؤولون في «فتح» إن «عصبة الأنصار» توفّر لهم الحماية، وهو ما استُخدم ذريعة لتبرير الهجمات على بعض مراكز العصبة. علماً أن قيادة العصبة نفت أي علاقة لها بكل ما يجري، والتزمت الحياد برغم تعرّض مراكزها لضربات مباشرة من قبل عناصر «فتح».
وكانت الاتصالات قد تواصلت أمس لتثبيت وقف إطلاق النار الذي سُجّل فجر الخميس. وسُجّل اتصال من قيادات لبنانية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمطالبته بالضغط على حركة فتح لضبط عناصرها ومنعهم من إطلاق النار مجدداً. وانطلقت أمس أعمال لجنة تقصّي الحقائق التي شكّلتها هيئة العمل المشترك الفلسطيني ولجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني للتحقيق في ظروف مقتل العميد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه والإسلامي عبد الرحمن فرهود وتسليم المطلوبين في كلتا الجريمتين. وفي قرار موقّع من أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية و«فتح» في لبنان فتحي أبو العردات، تمّ تعيين اللواء معين كعوش رئيساً، وكلّ من محمود العجوري (قائد القوة الأمنية المشتركة) وخالد كردية (تحالف القوى الفلسطينية) ونصر المقدح (القوى الإسلامية)، أعضاء في اللجنة. وبحسب أبو العردات، سوف تنسّق اللجنة مع الجيش والحكومة.
وفي إطار تثبيت السلم في عين الحلوة وتسهيل عمل اللجنة، دخل وفد لبناني فلسطيني ليل أمس إلى المخيم للقاء قيادة «فتح» من جهة وممثلي القوى الإسلامية من جهة أخرى.