شدّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، في احتفال تأبيني للعلامة الشيخ عفيف النابلسي، في مجمع المجتبى، في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس، على عدم علاقة الحزب بالاشتباكات في مخيم عين الحلوة «لا من قريب أو من بعيد». وأكد نصرالله أن الحزب ضدّ هذا الاقتتال ويعمل على حلّه، مناشداً جميع الأطراف المعنيين وقف الاشتباكات التي بدأت السبت الفائت. وأشار نصرالله إلى تحميل الحزب مسؤولية ما يجري في المخيم من قوى سياسية و«نفس التلفزيون الذي اتّهم حزب الله بانفجار المرفأ»، واصفاً ذلك بـ«التفاهة».وفي شأن انفجار 4 آب 2020، كرّر نصرالله تحميله مسؤولية تضييع الحقيقة لـ«من سيّس هذه القضية» ولجوء البعض إلى «ربط القضية بالأحداث الإقليمية».
وتطرّق نصرالله في خطابه إلى الوضع الاقتصادي والمعيشي، فدعا إلى «صبّ الغضب على الشيطان الأكبر - أميركا - الذي يستبدّ ويمنع حتى الكهرباء عن الشعب اللبناني»، لافتاً إلى مرور «الذكرى السنوية الثانية على الوعد الأميركي، وحتى الآن الكهرباء لم تصل إلى لبنان وذلك بسبب المنع الأميركي للغاز المصري والكهرباء الأردنية». وقال إن «مصادر كثيرة يُمكن أن تدرّ مالًا وفيراً على الخزينة اللبنانية، وعندما نسأل لماذا لا تقومون بها، يأتي الجواب بأن السفارة الأميركية تمنع ذلك ولا تقبل به، ممنوع»، مشدّداً على أنه «إذا أردنا الحل في لبنان يجب أن نخرج من هذا الخضوع للأميركي والتسلط والتذلل للسفارة الأميركية والأميركيين». وحذّر نصرالله من أن «الأميركيين سيأخذوننا إلى واقع مؤلم وكارثي في ظل التدخل الكبير والهيمنة الأميركييْن في لبنان»، لافتاً إلى أنه «في مقابل التدخل الأميركي الفاضح والفجّ في كل شيء نواجه ثقافة وسياسة خضوع للإرادة الأميركية». وأكّد نصرالله أن «كل المعاناة التي تعاني منها سوريا مثلاً، هي بسبب العقوبات الأميركية وقانون قيصر (...) الاحتلال الأميركي هو الذي يمنع الحكومة السورية من الوصول إلى حقول النفط والغاز شرق الفرات وينهبها». كما لفت إلى منع الولايات المتحدة العراق «من دفع ثمن الغاز للحكومة الإيرانية كي تقوم إيران بقطع الكهرباء عن العراق، ويقال إن الإيرانيين يقطعون الكهرباء عن العراقيين». وكان نصرالله قد خصّص بداية خطابه للحديث عن النابلسي، فقال عنه إنه «العالم الفقيه المجاهد الحاضر الشاعر الأديب المربي الأستاذ في الحوزة، والمحقّق الكاتب في شتى العلوم الإنسانية، وأحد كبار المؤسّسين في هذه المسيرة الجهادية المباركة (...) كان واحداً من العلماء النشِطين ولم يكن يملّ ولا يكلّ». وأضاف أنه «منذ اليوم الأول كان حاضراً في التأسيس والأنشطة والحضور واللقاءات والتعبئة والتثقيف والتنظيم لحزب الله». كما لفت إلى أنه «منذ انطلاقة المقاومة قدّم كل شيء ولم يبخل بشيء حتى في سنواته الأخيرة (...) في عدوان تموز كان موقف الشيخ عفيف النابلسي حاسماً، ودُمّر منزله والمجمع الذي عمّره في صيدا، ولكن هذا زاده تصميماً وعزماً، وفي الأحداث التي طرأت في المنطقة وسوريا واليمن كان موقفه واضحاً وجلياً».