منذ أيام تغطّي سحب من الدخان مشبعة بروائح كريهة عشرات القرى في البقاعين الأوسط والغربي، جرّاء حرق النفايات في المكبّات العشوائية التي «انتعشت»، بسبب عجز عشرات البلديات عن توفير كلفة معالجة نفاياتها في المطامر، وبعد توقف عدة معامل فرز عن العمل والطمر، كما هي الحال في معمل بر الياس الذي كان يعالج نفايات بر الياس وقب الياس والمرج وعنجر.رئيس بلدية قب الياس، جهاد المعلم، أوضح لـ«الأخبار» أن المكبّ في البلدة «عمره 50 سنة، وقد أوقفنا العمل فيه بعد افتتاح معمل بر الياس. ولكن، مع توقف المعمل عن العمل منذ سنتين، عدنا الى المكب مكرهين، بعدما استنفدنا كل المساعي، وحال عدم وجود قدرة استيعابية في مطمرَي زحلة وجب جنين دون تحويل نفايات قب الياس الى أيٍّ منهما»، داعياً إلى «تمويل إعادة تشغيل معمل بر الياس لأنه الحل الأمثل لمعالجة النفايات».
وإلى الحرائق التي يتسبب بها ارتفاع درجة الحرارة في بعض المكبات، فإن حرائق أخرى أُشعلت بفعل فاعل، كما في مطمر جب جنين الذي يواجه اعتراض أهالي بلدة غزة على وجوده بالقرب من منازلهم.
محافظ البقاع، القاضي كمال أبو جودة، أوعز الى قائد منطقة البقاع الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد ربيع مجاعص التحقيق في أسباب الحرائق، فيما تقدّم رئيس اتحاد بلديات البحيرة وبلدية القرعون يحيى ضاهر بدعوى ضد كل من يظهره التحقيق في افتعال حرق النفايات في مطمر جب جنين الذي يديره الاتحاد ويعالج نفايات 28 بلدية تتوزّع على اتحادَي بلديات السهل والبحيرة.
ويرفض أهالي غزة بقاء المطمر في محاذاة بلدتهم، رغم أنه يقع عقارياً في جب جنين، فيما يرى رئيس اتحاد بلديات السهل، رئيس بلدية غزة، محمد المجذوب، أن المطمر «شرّ لا بدّ منه، لأن البديل سيكون مكبّاً عشوائياً».
ويحضّر اتحادا بلديات السهل والبحيرة لاجتماع موسع في مجدل عنجر مع وزير البيئة ناصر ياسين للبحث عن بديل للمطمر يستوعب نفايات بلديات الاتحادين، وخصوصاً بعدما بلغ طاقته الاستيعابية القصوى، علماً أنه «لا بديل من المطمر في جب جنين في الوقت الحالي»، بحسب قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه.