لم تخرج جلسة مجلس بلديّة بيروت، أمس، لانتخاب رئيس للمجلس خلفاً للرئيس المستقيل جمال عيتاني، عمّا كان متوقّعاً، سوى أن «الجماعة الإسلاميّة» رفضت رفع «الراية البيضاء» باكراً، والقبول بعبد الله درويش رئيساً بالتزكية، على خلاف بقية القوى السياسية السنيّة والمسيحيّة.ومع إدراك «الجماعة» استحالة وصول ممثلها في المجلس، مغير سنجابة، إلى الرئاسة، عمد الأخير، بحسب مصادر في المجلس، إلى محاولة إقناع بعض الأعضاء السنّة بالترشّح مقابل درويش، واعداً إياهم بتأمين أكثر من 5 أصوات، إلا أنه لم يلقَ استجابة إلا من عضو المجلس هدى الأسطى التي كانت ترفض أساساً فكرة التزكية وتنوي الترشح مع تيقّنها مسبقاً من الخسارة.
وفيما تردد أن رفض التصويت لدرويش هو قرار قيادي، نفى سنجابة ذلك وأشار إلى إن الأسطى مدعومة من مجموعة «إرادة» (وهي جمعية تضم نحو 400 من رجال الأعمال السُنّة، غالبيّتهم «بيارتة»، ويدورون في فلك الجماعة وجمعية الإرشاد والإصلاح). وتردّد أنّ وفداً من «إرادة» زار محافظ بيروت القاضي مروان عبود قبل أيام وأبلغه رفضه تولّي درويش رئاسة البلديّة.
وبعدما حوّلت الأسطى جلسة الانتخاب إلى «مناظرة» بينها وبين خصمها استمّرت أكثر من 40 دقيقة، مطالبةً بإصلاحات وبأسلوب عمل جديد يختلف عن العهد السابق، لم تنل إلا صوتين (صوتها وصوت سنجابة)، مقابل 14 صوتاً لدرويش، فيما صوّت اثنان من أعضاء المجلس بورقتين بيضاوين، رجّحت مصادر أن تكون إحداهما لجوزيف طرابلسي المحسوب على التيار الوطني الحر، ولكن بقرارٍ منه باعتبار أنّ التيار لم يتدخّل في عمليّة الانتخاب، كما أنّ العضو الثاني المحسوب عليه صوّت لدرويش. وتردّد أن الورقة البيضاء الثانية تعود إلى عضو المجلس عماد بيضون المحسوب على «الثنائي الشيعي» بعدما أصرّ نائب رئيس البلدية إيلي أندريا على أن يترأس بيضون الجلسة كوْنه الأكبر سناً.
وبعد انتخابه، أكّد درويش لـ«الأخبار» أنّه «سيقوم بكل ما يلزم رغم الظروف المالية التي يمر بها لبنان ليكون عند حسن ظن أبناء بيروت»، مشدّداً على أنّه سيُحاول التعاون مع الجميع لتنفيذ مشاريع إنمائيّة تخدم العاصمة وأبناءها.