نحتفل هذا الأسبوع بالعيد الـ17 لتأسيس جريدة «الأخبار»، ونستذكر أياماً وليالي جميلة قضيناها في مبنى «الكونكورد» خلال الأشهر القليلة التي تلت صدور العدد الأوّل في 14 آب 2006.أذكر الاتصالات التي كان يجريها العديد من الأشخاص الذين نعرفهم أو لا نعرفهم ببعض العاملين في «الأخبار» لتقديم النصائح والحضّ على ترك الجريدة لأنها «مشروع فاشل». أذكر مراقبة وتنصّت بعض أجهزة المخابرات على الجريدة وكل من يعمل فيها. كما أذكر غضب بعض السياسيين بسبب عرضها معلومات عنهم لم تألف الصحافة اللبنانية نشرها.


أذكر أن نقاشات جوزيف وإبراهيم وبيار كانت تطغى على اجتماعات التحرير في غرفة أشبه بغيمة من كثافة دخان سجائر الموجودين الشاردين بالأفكار والتحليلات، والحالمين بالأعداد القادمة والأيام الآتية التي قد تحمل معها أخباراً سارة من الجنوب. من جنوب الجنوب حيث ننتمي.
نعم، «الأخبار» تنتمي لفلسطين. هي جريدة فلسطينية وهذا شرفٌ لنا. لذا لا استغراب أو تعجّب من الانعزاليين الذين استهدفوها بشعار «لبنان أولاً» ظناً منهم أن ذلك يحرجنا. ففلسطين قضية «الأخبار» المركزية، نفديها بكل ما لدينا. وصحيح أن في جريدة «الأخبار»، كما في ملحق «القوس»، أقسام مخصّصة لـ«البلاد»، إلا أننا نسعى بأن تكون فلسطين في كل الصفحات.
نريد إدخال فلسطين في كل انشغالاتنا واهتماماتنا ونشاطنا الإعلامي والسياسي والاقتصادي والثقافي. ففلسطين ليست مجرد بلد أو منطقة جغرافية أو دولة... فلسطين جلجلة الحق.
عندما نتحدث عن فلسطين قد يظن البعض أننا نهتم بشؤونها أكثر من لبنان وهذا لغط شائع.
فلسطين قضيتنا لأننا نريد للبنان أن يحيا ويتعافى وينهض.
فلسطين امتحان القيم ولا أعتقد أن قيامة الوطن، أيّ وطن، ممكنة دون هذه القيم.