طائرة الـ«أير فورس وان» (Air Force One) هي طائرة بوينغ 747 مجهّزة خصّيصاً لرئيس الولايات المتّحدة الأميركية. ركبها جو بايدن منذ يومين ليزور جزر هاواي المحتلّة، والمنكوبة بلهبٍ غزا مساحات أعشاب كانت في يومٍ من الأيام حقول قصب سكّر ومصدر ثروة لواشنطن، لكي يواسي أهلها.طائرة «قانا 96» مروحيّة ركبها من تبقّى من الرؤساء الثلاثة في جمهورية «الفراغ المتفشّي» في رحلة إلى منصّة تنقيب عن ثروة سريعة الالتهاب محتملة ومرتقبة ومرجوّة من أهل البلد والسياسة والمال، فلا مواساة للّبنانيين غير الغاز.
في هاواي دموع التماسيح انهمرت على سيارة كورفيت موديل 1967 كادت تحترق لو أن الصاعقة لم تضرب على بعد مئات الأمتار منها ومن بيت الرئيس الأميركي، السيناتور في حينها.
في حقل قانا، دموع فرح الرئاسيّتَين التِمساحِيَّتَين لا تُكبَت.
في جنوب أفريقيا مشهدٌ مغايرٌ. تنعقد في هذه الأيّام قمّة مصيريّة لاقتصاد العالم وثرواته التي لا شكّ أنها ستُحرق أكانت على سطح جزرٍ في المحيط الهادئ أو في باطن البحر الأبيض المتوسّط. يُشاع أن طبيعة الإنسان حرائقيّة وتدميريّة لبيئته. هكذا يُشاع وليس عن عبط، فهوليوود ونتفليكسها كرّستا فكرة أنّ سلوك الإنسان الفردي وحرّياته هو الثالوث المقدّس في الحياة، وحبّذا لو كان «ثريسوم». ولكن في جوهانسبورغ اليوم زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، أو من ينوب عنهم ويواليهم، يتحدثون بلغة مختلفة، ويطرحون إحتمال التبادل التجاري بغير الدولار مثلاً، لا سمح الله. تمّ ليّ أذرع زعماء كثر لعدم الحضور، وخضعوا كون «عضمهم طري». المعركة اليوم ليست على الدولار، الدولار مات ومن لم يلحظ ذلك بات متأخرّاً على المعركة. المعركة ليست فقط على العملة. المعركة القادمة هي العودة إلى مفاهيم الحرب الباردة، اليمين المهيمن مقابل اليسار الثائر، الذي لم يثُر حتّى الآن في منطقتنا على جبهاته. لكن لا عيب في ذلك إذ أن الثورة لم تبدأ بعد. ثورة البديل عن العملة انطلقت، ولكن ثورة البديل عن «العمايل» تتطلّب الانتقال إلى مرحلة أخرى من الخطاب والعمل السياسي.
في هذه المرحلة، التَمْسَحة ليست خيارا. من يتجرّأ على الخيار هو من يحدّد مصيره المستقبليّ.
انسوا المستقبل ولِنُرَكِّز على باربي هوليوود.
الإلهاء مهنة في هوليوود، كما هي في عين التينة. الإلهاء هو الباربي. لكن لنصرف النظر عن الإلهاء ولنركّز على التالي. التالي سيتلو تلاوة باربي وساكني عين التينة. المضحك في كل نقاش يتناول مستقبل لبنان هو أنّ نجيب ميقاتي ليس جزءاً من الحوار التالي…
في ظل غياب، أو بِدء غياب، زعماء حرب جمهورية الطائف، لا بدّ من البدء في التفكير بالبديل. ثورة «سبعطعش» لم تولد بديلاً حتّى الآن. باربي الورديّةُ هي حلمٌ. على المستوى المحلّي هي أوسع من بيروت. حلمُ نخب بيروت وإن تَمْسَحَت، تبقى تماسيح. فلا بدّ من الطيران للحلم في عالم الديناصورات. قد تكون ثورة لبنان الكبير مدفونة في كهفٍ آوى ديناصوراً منذ آلاف السنوات، ولكن إلامَ نطير؟ فمن يتمسّك بمطارٍ ديناصور، والمرفأ بحدّ ذاته ديناصور. أين باربي الورديّة، أين الدّمية، في كلّ هذا المشهد؟
تطرح مجموعة البريكس التعامل في عملات غير الدولار الأميركي. للجيل الحالي يبدو التعامل المالي بغير الدولار كاللّعب بلعبة المونوبولي. طبعاً يغفل عن غير اللبنانيين، وغيرهم من مدمني الدولار الأميركي، من مجايلييّ، أن العملات قد تصبح أوراق مونوبولي بين ليلة وضحاها تشرق فيها الشمس على شحٍّ في العملة الصعبة. فالموسم الصيفيّ أنسى الناس أن أزمة مرّت من هنا.
باربي ومونوبولي كانتا مصنّفتين ألعاب بنات، الأولى، وصبيان، الثانية. جندرة ألعاب الأطفال تافهة وقد تكون خبيثة، ولكن التّهرّب من الاعتراف ببعدهما الأيديولوجي الرأسمالي غباء. هناك كتاب لجورج أورويل بعنوان «كل فنّ بروباغندا». اليوم كل منشور أو حتّى تعليق على منصّات التواصل قد يترقّى إلى فنّ. ونِعم الفنّ.