أجرى رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة»، سمير جعجع، اتصالاً هاتفياً بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث تداولا آخر مستجدات الوضع العام في لبنان وخصوصاً ملف انتخابات رئاسة الجمهوريّة.
وفي هذا السياق، ذكرت «الأخبار»، اليوم، في مقال بعنوان «القوات والكتائب يقودان حملة على الراعي» أنّ مراقبين فسّروا تصريحات جعجع أول من أمس، بأنّها عبارة عن رسائل تصعيد موجّهة إلى الخارج والداخل أيضاً، وتحديداً إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد موقف الأخير الذي قال فيه إن «النواب مدعوون إلى المشاركة في الحوار من دون أحكام مسبقة وإرادة فرض مواقفهم ومشاريعهم». وأشارت إلى أنّ حزبَي القوات والكتائب أطلقا حملة ضدّ الراعي معتبريْن أنّ «كلامه يُضعف الموقف المسيحي ويدعم الفريق الآخر» ويبدو أن التوتر يسود علاقة الحزبين مع بكركي، وسط معطيات عن مساعٍ بين الحزبين وباقي نواب المعارضة لإصدار موقف موحّد يُحرِج الراعي ويُربِك لودريان، ويضع التيار الوطني الحر في موقف صعب أمام الرأي العام المسيحي.

«الجمهورية القوية»: الحوار مسرحية «ممجوجة ومكشوفة»
إلى ذلك، اعتبر تكتل «الجمهورية القوية» أنّ «ما يحصل منذ العام 2006 إلى اليوم في موضوع الحوار إنّما هو مسرحيات ممجوجة ومكشوفة».
وقال، في بيان بعد اجتماعه الدوري، إنّ «الحوار وجد لحلّ النزاعات والخلافات، ولسنا إطلاقًا ضدّه كمبدأ وقيمة إنسانية، بل كنا دائما مع حوار الحياة والفكر، إنما ضدّ الحوار أولا لمجرّد الحوار واستخدامه كوسيلة لتغطية الأمر الواقع مع فريق أثبت بالتجربة الطويلة أنه ينقلب على كل ما يتمّ الاتفاق عليه، ويرفض البحث في السبب الجوهري المسبِّب للأزمة اللبنانية، وضدّ الحوار ثانيًا في غير موضعه الفعلي أي في انتخابات رئاسية ينصّ الدستور بشكل واضح على أنّها تحصل في البرلمان وليس حول طاولة حوار يتحوّل معها مجلس النواب إلى لويا جيرغا وظيفته التصديق على ما تقرِّره طاولة الحوار خلافا للدستور».
واعتبر أنّ «الحوار في الموضوع الرئاسي يعني الخروج عن نص دستوري والذهاب في اتجاه تكريس عرف جديد خلافًا للدستور، لأنّ الانتخابات الرئاسية تحصل في البرلمان وفقًا للآليات الانتخابية المعروفة». ورأى أنّ «الإصرار على الحوار فهو لتغطية معادلة “مرشحي أو الشغور” ومحاولة تجميلها».