ولكن، خلافاً لما نصّ عليه المرسوم، حطّت المقالع رحالها في داعل على بُعد 300 متر من نهر الجوز، وفي بشتودار عورا على بعد 220 متراً، حتى شوّهت المنطقة الطبيعية. ففي الطريق إلى تنورين ودوما وشلال بساتين العصي، تعمل المقالع والكسارات من دون توقف.
وزير البيئة أكّد أن الصور التي انتشرت «تؤكّد وجود تعديات ومخالفة قانونية في وادي نهر الجوز، باعتبارنا لم نعطِ إذناً بإنشاء مقالع وكسارات في المنطقة، لذلك نحقّق في الموضوع ونحتاج إلى التأكد من الوزارات المعنية، ولا سيّما وزارتَي الداخلية والبلديات والزراعة». وفيما تُعدّ الأولى مسؤولة عن إزالة التعديات، ما هي علاقة وزارة الزراعة بالقضية؟ يجيب ياسين: «نريد معرفة ما إذا كانت وزارة الزراعة قد منحت أصحاب المقالع رخصة استصلاح أراضٍ». غير أن مدير التنمية الريفية والثروات الطبيعية في وزارة الزراعة شادي مهنّا ينفي حيازة صاحب المقلع رخصة من هذا القبيل، ويلفت إلى أنّه «في كلتا الحالتين، لا تسمح هذه الرخصة بتحويل الأرض إلى مقالع وكسارات، فهي واضحة جداً بما تجيزه، وتسمح بقطع الأشجار الحرجية بداعي تأهيل الأراضي الزراعية، لكنها تمنع نقل الناتج من الأرض من الرمول والأتربة والصخور كما تمنع تحويل العقار إلى كسارة أو مرملة، على أن يتعهّد المتقدّم بطلب الاستصلاح بالتزام هذه الشروط لدى الكاتبِ العدل».
لا يجوز استثمار المقالع في محيط نهر وادي الجوز حتى لو نالت ترخيصاً من وزارة البيئة
النائب العام البيئي في الشمال أكّد أن «البلاغ وصلني، وليس لديّ أيّ تفاصيل حوله، وسأعتبره بمثابة إخبار وأتحقّق من الموضوع». وفيما يسمع المعنيون بالتعديات للمرة الأولى، يلفت أبي راشد إلى أنّ «المقالع في بشتودار عورا ليست جديدة، فقد أثرنا الموضوع عام 2014 وتقدّمنا بشكوى سُجلت في وزارة البيئة وتابعناها حتى عام 2020 من دون نتيجة». عندما ورد إلى الجمعيّة بلاغ عن تعدّيات في داعل من أحد سكان تنورين «أعدنا إثارة مقالع بشتودار عورا مجدّداً على أمل أن يُحَلّ الملف في الموقعين». ويُذكر أنّ «الحركة البيئية اللبنانية» تقدّمت بشكوى إلى وزارة البيئة بتاريخ 19 حزيران عام 2018 ضدّ «مقلع للصخور يعمل لمصلحة سد بلعة في عقار تابع لمنطقة بشتودار عورا غير المصنّفة منطقة مقالع بحسب المخطّط التوجيهي للمقالع والكسارات»، كما أشارت في بيان لها آنذاك. فهل يتحرّك المعنيون هذه المرّة فعلاً وتُقلَع هذه المقالع المخالفة في وادي نهر الجوز؟ أم أن «التحقيقات» ستبقى مفتوحة إلى أجل غير مسمّى؟