لم تخرج انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» لانتخاب عضوين في دائرة جبل لبنان عمّا كان متوقّعاً، بفوز قاضي التحقيق في بعلبك حمزة شرف الدين والقاضي الشرعي الشيخ رئيف عبدالله. لكنّ اللافت هو أن الأوّل نال حصّة الأسد من الأصوات (71 صوتاً) على خلاف ما جرت العادة بحلول عبدالله (61 صوتاً) في المرتبة الأولى.وبالتالي، وصلت الرسالة إلى عبدالله الذي يطمح للترشّح إلى خلافة المفتي الحالي محمد علي الجوزو، في وجه نجل الأخير القاضي الشرعي محمّد هاني الجوزو.
الصراع على الإفتاء أدّى إلى إحجام الجوزو وتيار المستقبل عن التصويت لعبدالله قبل أن يعدل «الحريريون» عن رأيهم في الساعات الأخيرة ويمرّروا أصواتاً له، بعد ما تردّد أنه قطع وعداً للجوزو الابن، في لقاء بينهما قبل موعد فتح الصناديق، بالتراجع عن الترشح لمنصب الإفتاء، وهو ما نفاه مقرّبون من عبدالله.
في المقابل، نجحت «الجماعة الإسلاميّة» نسبياً في «امتحان شعبيّتها» بعدما حصد مرشّحها الشيخ عاطف قشوع (47 صوتاً) رقماً مرتفعاً وغير متوقّع، مقارنة مع مرشحها في الدورة السابقة الذي نال 18 صوتاً فقط. واستفادت «الجماعة» في ذلك من عمليّة تصفية الحسابات الحاصلة بعدما تلقّى مرشّحها دعماً من الجوزو.
وكان لافتاً ارتفاع نسبة الإقبال على الانتخاب (107 من 128 ناخباً)، خصوصاً بعدما نجح شرف الدين في خلق حال من الاستنفار لدى القضاة المدنيين الذين حضروا وصوّتوا لصالحه على عكس الدورة السابقة. ولوحظ أنّ بعض الأوراق في صناديق الاقتراع لم تكن عبارة عن لائحة مكتملة، بل اكتفى 15 ناخباً بالتصويت لصالح عبدالله وحده!