ليل أمس، أقرّت قوات الاحتلال بمقتل جندي في عملية لحزب الله على الحدود مع لبنان. بهذا، يكون عدد قتلى جيش الاحتلال قد ارتفع إلى خمسة، مقابل استشهاد خمسة من مقاومي الحزب منذ بدء المواجهات قبل أسبوع.ورغم كل الاتصالات والتهديدات للمقاومة بكلفة باهظة إن هي انخرطت في القتال، إلا أن التقديرات والتوقّعات لدى قيادة قوات الاحتلال، تركّز على «أن حزب الله ليس معنياً بالمواجهة». لكن، في رأي مصادر معنية، فإن العدو يبالغ في «طمأنة نفسه بأن الحزب مردوع، وربما لم يقرأ العدو بعد الرسائل الموجّهة يومياً بالنار عبر الحدود، وكيف أن الأمر تطوّر من مواجهات محصورة في مزارع شبعا المحتلة إلى كامل مواقعه على طول الحدود البرية مع فلسطين المحتلة».
ومع كثرة تصريحات قادة العدو، وما يُسرَّب عبر وسائل إعلامه حول «عدم وجود مصلحة لإسرائيل بخوض حرب على الجبهة الشمالية»، يصف هؤلاء ما يجري على الجانب اللبناني بأنه «استفزازات هدفها تشتيت تركيز إسرائيل على الحرب في غزة، وتسهيل الأمور على حماس». غير أن هناك نقاشاً في إسرائيل يتناول مسائل مهنية في ضوء ما يجري على الحدود. وبعد النقاش الذي لم يُحسم بعد حول حرب إلكترونية يقودها الحزب تسبّبت حتى الآن بعشرات الإنذارات الخاطئة، فإن ما حصل خلال الساعات الـ24 الماضية شكّل سؤالاً مهنياً محرجاً، إذ جرى ضرب 18 نقطة إلكترونية للمراقبة عن بعد على طول الحدود، بالرصاص أو بقذائف موجّهة، بهدف تعمية الرؤية من جانب إسرائيل، كما أن هناك تهديداً لأي محاولة لصيانة هذه الأجهزة. وبحسب الإعلام العبري، فإن السؤال لدى المؤسسة الأمنية في إسرائيل لا يزال هو ذاته: «ما هو الخط الأحمر الذي رسمه حزب الله، حتى يعلن بدء الحرب على إسرائيل؟».