والحصيلة ليست نهائية، إذ إن هناك أحراجاً وبساتين تلتهمها النيران من دون أن تتمكن فرق الإطفاء من الوصول إليها، أو جرى إطفاؤها من دون مسح دقيق لها بفعل استمرار العدوان. مثلاً، «اندلع حريق في بليدا داخل الشريط الأزرق ليلاً قبل أيام، ولم نتدخل وفقاً لتعليمات الجيش اللبناني الذي صنّفها منطقة عسكرية خطرة»، وفقاً لمشلب، مشيراً إلى النسبة الأكبر من الخسائر لحقت بالأشجار الحرجية. إذ «شكّل السنديان 95% من الأشجار المحروقة، مقابل 5% من الأشجار المثمرة، خصوصاً الزيتون. وركز وزير الزراعة على حرق مساحات شاسعة من أشجار الزيتون، وقال لـ«الأخبار» إن هناك أيضاً «مساحات شائعة لا يستطيع أصحابها التوجّه إليها بسبب الأوضاع الأمنية، خصوصاً أنّ العدوان تزامن مع موسم القطاف، ما سيُضيّع الموسم ويؤثّر في الناتج الاقتصادي الوطني. والأمر نفسه ينطبق على محاصيل أخرى، كالتبغ الذي لم يستطع المزارعون تسليمه إلى الريجي».
شظايا الفوسفور الأبيض تُوزِّع النيران على مساحة واسعة وتجعل مهمّة إطفائها أكثر صعوبة
ويواجه عناصرُ الإطفاء تحدي العمل 24 ساعة على مدار الأسبوع، إذ ما إن يتمّ إطفاء حريق، حتى يُعيد العدو إشعاله. وضاعفت القنابل الفوسفورية من المخاطر «لأن الشظايا التي تتسبّب فيها، توزّع النيران على مساحة واسعة وتجعل مهمّة إطفائها أكثر صعوبة»، وفقاً لمشلب، إضافة إلى مخاطر الإصابة بالقنابل العنقودية المنتشرة على طول الحدود والتي تطلبت حذراً أكبر والاستعانة بفرق متخصصة في الجيش.
وإلى خسائر الحرائق، يترك الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً آثاراً خطيرة على الغطاء الحرجي النباتي لما يتسبب فيه من تلويث للتربة ولمصادر المياه والنظم البيئية. لذلك، يقول الحاج حسن: «رفعنا شكوى عبر مجلس الوزراء إلى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، فنّدنا فيها كل هذه التفاصيل لنحفظ حقّ لبنان واللبنانيين، وطلبنا المساعدة على الصعيد البحثي والفني لفحص التربة وتحديد حجم الأضرار. كما طلبنا دعم المزارعين المتضررين جراء حرق أراضيهم».