من خلال متابعة تحليل البيانات التي تظهر وتيرة القصف وتوزّعه على المناطق المختلفة من قطاع غزة، منذ اليوم الأول من العدوان (7 تشرين الأول) حتى اليوم الثاني والثلاثين (الثلاثاء 7 تشرين الثاني)، يتبين أن القصف الإسرائيلي طال كل محافظات قطاع غزة من دون استثناء. هذه النتيجة تتسق مع ما تم التوصل إليه الأسبوع الماضي (راجع «القوس»: الإبادة الجماعية: مؤشرات علميّة أولية). وإلى طريقة القصف ونهج التدمير الشامل، نعرض عناصر أساسية إضافية تشير بوضوح إلى جريمة الإبادة الجماعية:- الاحتلال الإسرائيلي يزيد من تهديد المستشفيات ويكرر طلبه إخلاء مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال الذي يستقبل نحو 3 آلاف طفل، الأمر الذي يعرّض حياة المرضى والجرحى وآلاف النازحين لخطر الموت، خصوصاً أن عشرات الأطفال يعيشون على أجهزة دعم الحياة، إضافة إلى الأطفال المصابين بالأورام والذين يحتاجون الى تلقي العلاج بانتطام.


- حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال بحق المواطنين تشتد تزامناً مع قصف المخابز وآبار ومحطات المياه وعربات نقلها. إذ توقفت كل مخابز محافظتي غزة وشمال غزة عن العمل بسبب القصف الإسرائيلي الممنهج، إضافة إلى عدم توفر الوقود والدقيق مما يهدد بكارثة خطيرة لحياة 900 ألف فلسطيني. يضاف إلى ذلك، عدم توفر مياه الشرب مما يدفع السكان لشرب المياه الملوثة.
- يتعمّد الاحتلال قصف مقومات الحياة في القطاع، ويركّز قصفه على مشاريع الطاقة الشمسية ومولدات الكهرباء المغذية للمؤسسات أو منازل المواطنين، سيما في المناطق المحيطة بالمستشفيات.