راقبنا آلاف الصوَر الفوتوغرافية ومئات تسجيلات الفيديو، وشاهدنا على مدار الساعة التغطية المباشرة للعدوان على غزّة عبر وسائل الاعلام. وعلى مدى 33 يوماً بحثنا، بشكل منهجي دقيق، عن قرائن وعيّنات محدّدة:1. بحثنا أولاً في الصوَر والتسجيلات عن أي غرض أو عيّنة في ركام المنشآت والمباني التي قصفها جيش العدو الإسرائيلي قد يدلّ او يشير الى طبيعة الهدف. تفحّصنا تفاصيل الصوَر بحثاً عن حطام عتاد عسكري مثلاً او بقايا قطع سلاح او ذخائر او صواريخ أو حتى لباس عسكريا...
2. بحثنا في الصوَر والتسجيلات التي التقطت في مجمّع الشفاء الطبي وفي المستشفى الأهلي المعمداني والمستشفى الاندونيسي ومحيطها عن قطع سلاح وعتاد عسكري أو ذخيرة أو عن أي دليل او إشارة الى وجودها.
3. بحثنا في الصوَر والتسجيلات عن قيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي وعن مقاومين مسلحين في المستشفيات والمخابز والأماكن المدنية.
4. فتّشنا في الصوَر والتسجيلات عن مداخل الانفاق في كل الأماكن التي قصفها جيش العدو الإسرائيلي او عن أي أثر لها. وتبين لنا بعد تفحّص دقيق لبعض الفتحات في الأرض أنها لخزانات مياه او مستوعبات للمحروقات او طوابق سفلية للمباني السكنية.
حتى اليوم، وبعد مرور 34 يوماً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر، وبعد شن جيش العدو الإسرائيلي آلاف الغارات الجوية وجولات من القصف المدفعي من البر والبحر، وبعد رمي اكثر من 30 الف طن من المتفجرات في اكثر المناطق المكتظة بالمدنيين في العالم (اكثر من مليونين ومئتي الف انسان محاصرون في مساحة تقلّ عن 360 كلم مربّعاً)، يتبين بوضوح ان الأهداف الإسرائيلية في غزة هي المدنيون والمستشفيات والمنشآت الحيوية كما يتبين ان جيش العدو الإسرائيلي لم يصب أي هدف عسكري.
قادة العدو الإسرائيلي حددوا حركة المقاومة الإسلامية هدفاً لهجومهم العسكري على قطاع غزة، لكنهم عجزوا عن تحديد أماكن تواجد الحركة، وتبين ان الهدف يشمل كامل مساحة قطاع. علماً ان حلفاء الإسرائيليين، الاميركيين والاوروبيين، لا يتوقفون عن تكرار تحييد المدنيين عن حركة حماس في قطاع غزة.
عمّم وزير دفاع العدو اسم الأسير المحرر والقائد في حركة حماس يحيى السنوار هدفاً لعدوانه على قطاع غزّة، فهل السنوار موجود مع الأطفال في آلاف المباني التي دمرها القصف الاسرائيلي على رؤوس قاطنيها؟ ام هو يواجه مع المجاهدين دبابات العدو التي تحاول ان تتغلغل في مخيم الشاطئ وخانيونس وباب الهوا؟
ويبدو انه كلما تكبّد جيش العدو خسائر في ميدان المعركة والمواجهات كلما زاد اجرامه بحق المدنيين وزاد تعطّشه لقصف المستشفيات وقتل الأطباء وطواقم الإسعاف والممرضين والجرحى ...