في عدوانه على الفلسطينيين وجنوب لبنان، يسعى العدو الإسرائيلي، بشتّى الوسائل، إلى اختراق فصائل المقاومة من خلال المعلومات الأمنيّة التي يستحوذ عليها عبر أدوات التجسّس والاستخبارات لديه. من بين تلك الوسائل اختراق الكاميرات وشبكات الاتصال، الأمر الذي يعرّض كلًا من العمليات العسكرية والسلامة المدنية للخطر. فمن خلال اختراق الكاميرات الموجودة خارج المنازل والمحال التجارية وغيرها من المنشآت، يمكن لقوات الاحتلال الوصول إلى تحركات القوات والخطط والاستخبارات الحساسة. وهذا يمكن أن يُعرّض العمليات للخطر ويُهدد الأرواح ويمنح العدو ميزة تكتيكية.

مؤخراً يسعى العدو إلى تضليل المعلومات من خلال استغلال قنوات الاتصال وانتحال صفات رسمية والتحدث باللهجة اللبنانية, بهدف جمع معلومات معينة. في هذا السياق صدر بيان عن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في 10/1/2024 جاء فيه: «يستمر العدو الإسرائيلي في البحث عن بدائل لتحصيل معلومات عن المقاومة وأماكن وجود مجاهديها في قرى الجنوب، خصوصاً بعد فقدانه قسماً كبيراً من فعالية أجهزة التنصت والتجسس المنصّبة في مواقعه الحدودية بسبب استهدافها وتدميرها من قبل المقاومة. وفي هذا السياق، يلجأ العدو الإسرائيلي إلى الإتصال ببعض أهالينا الكرام من أرقام هواتف تبدو لبنانية، عبر الشبكتين الثابتة والخليوية، بهدف الاستعلام عن بعض الأفراد وأماكن وجودهم ووضعية بعض المنازل. وينتحل العدو في هذه الاتصالات صفات متعددة، تارة صفة مخافر تابعة لقوى الأمن الداخلي في مناطق الجنوب، وأخرى صفة مراكز للأمن العام اللبناني، وتارة ثالثة ينتحل صفة هيئات إغاثية تقدم المساعدات وغير ذلك. ويسعى المتصل، الذي يتحدث بلهجة لبنانية سليمة، إلى استقاء معلومات حول أفراد عائلة المُتّصَل به وأماكن وجودهم، أو معطيات مختلفة تتعلق بالمحيط، وذلك تحت ساتر إظهار الحرص والسعي إلى تقديم المساعدة. ويستغل العدو هذه المعلومات للتثبت من وضعية وجود الإخوة المجاهدين في بعض البيوت التي يعتزم استهدافها». وأضاف البيان «نهيب بأهلنا الأعزاء عموماً، وخصوصا أبناء القرى الأمامية عدم التجاوب مع المتصل في أية عملية استعلام تتعلق بالمحيط وحركة الأفراد فيه والمبادرة إلى قطع الإتصال فوراً، ثم المسارعة إلى إبلاغ الجهات المعنية دون تلكؤ».
وبالعودة إلى تاريخ العدو الحافل بالتضليل والكذب (راجع القوس: «هاسبارا»: تمويه إلكتروني للجرائم الإسرائيلية) قد يلجأ العدو في المراحل اللاحقة إلى المزيد من «التزوير» لنشر الدعاية وتحريض العنف وبث الفرقة بين السكان المدنيين. وبالتالي، من الضروري أن يكون الجميع على دراية بمخاطر اختراق العدو لشبكات الاتصال وكيفية حماية أنفسهم، بالإضافة إلى الإجراءات الاستباقية واليقظة المستمرة (راجع القوس: كيف تحمي حسابك؟).

(القوس)