لم يكن يوماً الحديث عن فشل حكومة العدو في التعامل مع جبهة لبنان، أكثر حدّة ووضوحاً مما هو عليه اليوم، بعد أكثر من مئة يوم يهاجم فيها حزب الله المواقع والمستعمرات على طول الحدود مع فلسطين المحتلة وفي عمقها. فيما تزداد يومياً العواقب الوخيمة الناجمة عن استمرار إطلاق الصواريخ المضادّة للدروع وغيرها من العمليات النوعية، ما استدعى مطالبات ملحّة من قبل المستوطنين للمستويات السياسية والعسكرية بالتوقّف عن القول بأن حزب الله مردوع.ونقلت قناة «كان» العبرية، عن العميد احتياط إفي إيتام، قائد فرقة الجليل سابقاً، أن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله «طرد إسرائيل من الحزام الأمني (المنطقة المحتلة من جنوب لبنان قبل تحرير أيار 2000)، وفرض عليها الهزيمة في وادي السلوقي (في إشارة إلى عدوان تموز 2006، وتدمير الدبابات الإسرائيلية في وادي الحجير)، كما فرض عليها اتفاق الغاز». وأضاف: «على مدى سنوات، كان لدى إسرائيل، مفهوم أمني، حيث ارتكبت خطأً خطيراً وعميقاً، وأتاحت لأعدائنا أن يصدّقوا بأننا غير قادرين على الدفاع عن أنفسنا، لذا فإن انتصاراً على الجبهتين بشكل لا لبس فيه في غزة، وبشكل ثقيل وقاسٍ تجاه حزب الله هو محتوم، إن كنا نريد ترميم ثبات أمني معقول».
بدوره، توقّع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيال حولاتا، أن يصل عدد القتلى في إسرائيل في حال اندلاع حرب مع حزب الله إلى 15 ألفاً. وقالت صحيفة «معاريف» إن الحرب بين إسرائيل وحزب الله» ستكون أكثر فتكاً بكثير من حرب لبنان الثانية».
ودعا رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة الجليل الأعلى جيورا زالتس «دولة إسرائيل إلى أن تتحمّل مسؤوليتها وتزيل تهديد الصواريخ»، التي يطلقها حزب الله من جنوب لبنان، معتبراً أن «الواقع في الشمال بالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون في المنطقة الأمنية الإسرائيلية بالنسبة إلى أولئك الذين تم إجلاؤهم، وفي الواقع بالنسبة إلى جميع سكان دولة إسرائيل، هو أمر صعب للغاية». ورأى أن «الوضع وقبل كل شيء يضعف دولة إسرائيل ومكانتها في العالم»، لافتاً إلى أنه «من أجل عدم الانهيار الاقتصادي، يجب على الحكومة أن تضع أهدافاً واضحة وتبدأ في التحرك على الفور».
لكنّ صحيفة «إسرائيل اليوم» قالت في تقرير لمراسلها في الشمال، إنه «بعد أيام من الضباب وانخفاض وتيرة العمليات في الشمال خرج من يقول إنّ حزب الله مردوع، ولكن بمجرد انقشاع الضباب، ظهر حزب الله مرة أخرى». وأضاف أنه» منذ 7 تشرين الأول، وبينما يهدّد نتنياهو وغالانت نصرالله، ويعدان بأن حزب الله قد ابتعد عن السياج، فإن قوة الرضوان محسوسة هنا كل يوم (...) قبل عدة أسابيع، كان هناك نقاش حول إقامة عائق مادي لوقف حزب الله في إسرائيل، واقترحوا إقامة عائق على بعد نحو 10 كيلومترات من السياج، فيما يعيش عشرات الآلاف من السكان ضمن مدى 10 كيلومترات»، مؤكّداً أنّ حكومة إسرائيل ستتركهم بين الحدود والعائق، أو بعبارة أخرى، بيد حزب الله».
في الأثناء، يواصل حزب الله عملياته وأعلن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، استهداف تجمّعات ‏لجنود العدو في محيط ثكنتَي ميتات وراميم، وموقع حانيتا، كما تمّ قصف موقع بركة ريشا مرتين إحداهما بصواريخ بركان، إضافة إلى موقع المطلة والتجهيزات التجسّسية المستحدثة في محيطه، وموقعَي المالكية والسماقة.
إلى ذلك، واصل العدو الإسرائيلي استهداف أطراف عدد من القرى الجنوبية، فقصفت مدفعيته أطراف بلدات الضهيرة والجبين وطيرحرفا وعيتا الشعب وحانين ومركبا ورب ثلاثين وعيترون وطريق العديسة - كفركلا وراشيا الفخار وكفرحمام والناقورة.