«نصيبنا في عيترون أننا على حدود فلسطين» المحتلة، تقول ثريا ضاوي (90 عاماً). «كنت في العاشرة، عندما كان والدي يحملني مع إخوتي الأطفال ويهرب بنا إلى عيناتا لنختبئ في كروم العنب ليلاً قبل أن يعيدنا إلى عيترون في الصباح. عصابات اليهود بدأت اعتداءاتها على البلدة منذ العشرينيات. واستولت على بلدتي المالكية وقدس وهجروا أهاليهما الذين استقر بعضهم في عيترون وآخرون قرب صريفا (تعرف بالنفاخية اليوم) فيما تشتتت البقية في مناطق مختلفة». لاحقاً، صار الهروب أطول. «تهجرنا في الستينيات إلى كونين. كنا نبذر التبغ في سهل عيترون، وعندما يشتل نقلعه ونحمله إلى كونين لنزرعه حتى القطاف».
«الريجي» تزرع التبغ في مشاتل خاصة لتوزيع الشتول على المزارعين فور انتهاء العدوان
في محاولة لإنقاذ الموسم من الضياع، بادرت «الريجي» إلى بذر التبغ في مشاتل تابعة لها، لتوزيع شتولها على المزارعين فور عودتهم إلى بلداتهم بعد انتهاء العدوان، ما يوفّر عليهم مرحلة التشتيل. وأوضح رئيس إدارة حصر التبغ والتنباك ناصيف سقلاوي أن «موسم تشتيل التبغ يكون بين كانون الأول وشباط، لذلك زرعت أراضي الريجي تملكها وأخرى استأجرتها في السعديات والجنوب لتشتيل التبغ بدلاً عن المزارعين، وعندما يعودون إلى أراضيهم سنوزعها عليهم مجاناً». وقال إن «نحو 5300 مزارع من أبناء البلدات الحدودية التي تنتج بين 45 و50 في المئة من إنتاج التبغ السنوي، سيستفيدون من هذه المبادرة الاستباقية». ولفت إلى اتفاق مع بلدية رميش لزيادة إنتاج موسمها الحالي من التبغ من أجل تعويض النقص المتوقع في الإنتاج الذي ستتسلمه «الريجي» في بداية الخريف المقبل، مشيراً إلى أن رميش «آمنة نسبياً ولا يزال 40 في المئة من مزارعيها فيها، ويقع سهلها بعيداً عن الحدود».
لكن ماذا سيكون مصير الشتول في حال طال العدوان إلى ما بعد شهرين؟ مدير الزراعة والمشترى في الريجي جعفر الحسيني أكد أن «الشتول لن تذهب هدراً، وفي حال استمر العدوان، يمكن أن نحوّلها إلى مزارعين آخرين في بلدات جنوبية آمنة وإلى مزارعي البقاع».