حافظ حزب الله على وتيرة مرتفعة في عدد العمليات ونوعيتها ضد مواقع وثكنات العدوّ وتجمعات جنوده على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. وشهد يوم أمس ردوداً سريعة من المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، ولا سيما العدوان بمسيّرة على شقة في مبنى سكني عند مدخل كفررمان - قضاء النبطية، أوقع عدداً من الشهداء والجرحى. وأقرّ العدو بدقة استهدافات المقاومة التي أصابت قواعد عسكرية ونقاط تجمع لجنود العدوّ، من بينها قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صاروخاً موجّهاً أو طائرة انتحارية أصابت أحد المباني داخل القاعدة. كما استهدفت المقاومة مبنى يتموضع فيه جنود في مستعمرة كفر يوفال، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة منزل في المستوطنة الواقعة في إصبع الجليل بصاروخ مضاد للدروع ووقوع أضرار جسيمة في المكان. كذلك قصف حزب الله موقعَي السماقة ‏ورويسات العلم في مزارع شبعا والتجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا، فضلاً عن الموقع نفسه بصاروخَي بركان، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع حانيتا.ورداً على ‏اعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية، استهدفت المقاومة مبنى يتحصن فيه جنود في ‏مستعمرة المنارة، وآخر في مستعمرة المطلة وأصابتهما إصابة مباشرة.‏‏ ورداً على ‏الاعتداء في كفررمان،‎ قُصفت ثكنتا يوآف وكيلع بعشرات صواريخ ‏الكاتيوشا.
ومساءً، دوّت صفارات الإنذار في عين قنيا شمال الجولان، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنّ ما لا يقلّ عن 10 صواريخ أُطلقت من لبنان باتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية في الجولان وسقط عدد منها داخلها.
وأعلن حزب الله استشهاد المقاومَين: حسن محمود صالح (عدشيت) وهشام حسين عبد الله (الخيام).
إلى ذلك، تحدث محرر الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة «هآرتس»، يوسي ميلمان، عن «خطر وجودي» سيهدّد إسرائيل في حال دخولها حرباً شاملة مع حزب الله. وقال إن أيّ حرب شاملة مع الحزب ستؤدي إلى «التدمير المتبادل الأكيد» (MAD)، وهي عقيدة كانت تهدف إلى إيجاد ردع وتوازن رعب يحول دون نشوب حرب نووية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة. ولفت إلى أن ما يجري عند الحدود اللبنانية منذ 7 تشرين الأوّل الماضي يشكل نسخة إقليمية من هذه الاستراتيجية التي تعود إلى أيام الحرب الباردة، لكنها يمكن أن تكون فتاكة جداً، لأن إسرائيل وحزب الله يمتلكان منظومات سلاح قادرة على التسبب بدمار كبير للمدن والبنى التحتية المدنية والعسكرية، وتؤدّي إلى مقتل مئات الآلاف.
وحول واقع الجبهة الشمالية، قال ميلمان إن حزب الله أطلق آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدروع والقذائف المدفعية والمسيّرات في اتجاه كل الكيبوتسات والمستوطنات على طول الحدود، من رأس الناقورة حتى المطلة، ونحو مستوطنات أبعد في سهل الحولة، ونحو كريات شمونة وصفد وشلومي، ما اضطرّ عشرات الآلاف إلى مغادرة مستوطناتهم التي تضرّرت فيها مئات الوحدات السكنية. كما أصابت صواريخ حزب الله قواعد عسكرية صغيرة وكبيرة، مثل قيادة المنطقة الشمالية، ووحدة المراقبة الجوية في جبل ميرون وغيرها، مؤكداً أن «الحقيقة المرّة» هي أن الضرر الذي لحق بحزب الله ليس كبيراً.