انشغل الخبراء والمعلّقون السياسيون الإسرائيليون أمس بتفسير دلالات إقدام حزب الله على إسقاط مُسيّرة «هيرمس - 450» بصاروخ أرض - جو، وسط شبه إجماع على اعتبار الحدث تجاوزاً لخط أحمر آخر تُقدم عليه المقاومة. ورغم أن امتلاك حزب الله لصواريخ قادرة على إسقاط هذا النوع من المُسيّرات لم يشكل مفاجأة بحد ذاته، إلا أن كثيرين توقّفوا عند «جرأة» المقاومة على اتخاذ القرار «الخطير» الذي «يمسّ بحرّية التحليق فوق الأراضي اللبنانية»، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت». وهذا ما يفسّر توسيع جيش العدو عدوانه إلى البقاع، للمرة الأولى منذ بداية المواجهات، بشنّ غارات استهدفت مخزناً للمواد الغذائية ومنزلاً في سهل عدوس غرب مدينة بعلبك، ما أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى. وهو ما عُدّ في محاولة من العدو لوضع محدّدات للتصعيد يختارها هو، لجهة تكبير الثمن على بيئة المقاومة لمنعها من التمادي في ارتقائها الميداني.في المقابل، سارع حزب الله إلى استهداف «مقر قيادة ‏فرقة الجولان في نفح»، بستين صاروخ «كاتيوشا»‏، وذلك «رداً على العدوان ‏الصهيوني على محيط مدينة بعلبك في البقاع والاعتداءات على القرى والمنازل المدنية». وتبعد القاعدة 18 كلم عن الحدود اللبنانية، وتقع وسط الجولان على مسافة 4 كلم جنوب غرب مستعمرة أورتال، ويحيط بها عدد من القواعد العسكرية والثكنات والمعسكرات التدريبية ومقرات قيادة إقليمية ومحطات اتصالات قيادية.‏
كان حزب الله باشر عملياته منذ الثالثة فجراً باستهداف قوة ‏إسرائيلية في موقع البغدادي ومحيطه، وتجمّع لجنود العدو في محيط موقع حدب ‏يارين. ورداً ‏على ‌‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية وخصوصاً بلدة بليدا، ‌‏‌‎استهدف الحزب مستعمرة شتولا بالأسلحة الصاروخية. ‌‏كما استهدف ثكنة برانيت وموقعَي الرادار ورويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. واختتم الحزب سلسلة عملياته مساءً باستهداف تجمّع ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المرج، والتجهيزات التجسسية في موقع العباد بـ«الأسلحة المناسبة». ‏
ونعى حزب الله استشهاد المقاومين حسن علي يونس (بريتال) وأحمد محمد سنديان (علي النهري) وحسن حسين سلامي (خربة سلم) ومحمد علي مسلماني (الشعيتية). كما أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استشهاد اثنين من مقاوميها هما أحمد محمد حلاوة وحسين وليد عوض «على حدود فلسطين المحتلة في جنوب لبنان».