غداة تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن جبهة الإسناد اللبنانية لغزة باقية ما بقي العدوان على القطاع، وتفنيده الخسائر الاستراتيجية التي ألحقتها المقاومة في فلسطين ولبنان وباقي جبهات الإسناد بالعدو، تحدّثت وسائل إعلام العدو أمس عن أن «الوضع على الصعيد الاستراتيجي سيّئ بالنسبة إلى إسرائيل رغم الإنجازات التكتيكية التي حقّقتها».وكتب تامير هايمن، من القناة 12 العبرية، أن حزب الله حقّق «إنجازات غير قليلة، أهمها القدرة على تهجير أكثر من 80 ألف مستوطن وخلق منطقة عازلة» داخل المناطق المحتلة «على حساب سيادتنا». ورأى أن «المنطق الذي يُدار القتال على أساسه في الحدود الشمالية لعبة خطِرة لا تقود إلى أي مكان حالياً». وانطلاقاً من وجوب أن يكون أحد أهداف الحرب إعادة المستوطنين إلى الشمال بأسرع ما يمكن، ومع شعور بالأمان، رأى هايمن أن أمام إسرائيل ثلاثة خيارات:
الأول، شنّ حرب كاملة، تشمل مناورة في مناطق معينة من لبنان. وهذا، مع الاستمرار في الحرب في غزة وتوزيع الموارد بين جبهتَين، «سيلحق ضرراً كبيراً بالجبهة الداخلية بسبب قدرات حزب الله التي تتعدى قدرات حماس بعشرات الأضعاف»، مشدداً على أن هذه الخطوة تحتاج إلى دعم أميركي.
الثاني، القيام بمعركة محدودة تستغرق عدة أيام، وبنيران محدودة. لكن «المشكلة هنا أنه لا يمكن السيطرة على الأمر، واحتمالات أن تؤدي هذه المعركة إلى معركة كبرى مرتفعة، ويجب أن نتذكّر أنه في اللحظة التي تندلع معركة محدودة، فإن الإنجازات أيضاً ستكون محدودة»، مؤكداً أنه «لن يسود هنا هدوء مطلق».
والثالث، «خلق حالة جمود في إطار الهدنة التي تبدأ بعد صفقة تبادُل الأسرى، أو تفكيك جميع الكتائب التابعة لحماس، وفي إطارها، يتم التأكد من أن قوة الرضوان غير موجودة على الحدود الشمالية. بما معناه، لا يوجد تهديد باختراق المستوطنات في الشمال». ورأى أنه يمكن تجميد الوضع مع ضمانات دولية، إلى جانب تعزيز القوات الحدودية على الجدار، «وفي هذه الحالة ستضع إسرائيل أمامها هدف نزع سلاح الحزب كردّ على أي اختراقات حدودية». واعتبر هايمن أن الخيار الثالث «كافٍ لإسرائيل بأقل ثمن ممكن، ويتضمن عودة المستوطنين إلى الشمال».
وقد واصل حزب الله أمس عملياته على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، واستهدف موقعَي السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، ومجموعة من جنود العدو داخل موقع المالكية، وتجمّعاً للجنود في محيط تلة الكرنتينا. فيما نفّذ الطيران الحربي المعادي غارات جوية استهدفت الأطراف الشرقية لبلدة كونين وبلدة يارون، واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدة الناقورة وبلدتَي طيرحرفا وشمع.