استكمل سفراء اللجنة «الخماسية» أمس جولتهم على الأفرقاء السياسيين بزيارة كل من الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط، مسوّقين لـ«خريطة طريق» وصفها السفير المصري علاء موسى بـ«المحدّدة وعنوانها الرئيسي الالتزام والإرادة والرغبة والنيات الصادقة».وفيما وصفت مصادر جنبلاط اللقاء بـ«الجيد، وأكدنا خلاله أن ليس لدينا أيّ مرشح وأنّ ما من فريق قادر على فرض مرشحه، ولا سبيل إلى حل الملف الرئاسي إلا من خلال التوافق»، شنّ جعجع هجوماً على رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يشير، وفق مصادر مطّلعة، إلى اصطدام حركة السفراء بما اصطدمت به مبادرة «تكتل الاعتدال»، ولا سيما «رفض بري وحزب الله وحلفائهما أيّ شكل من أشكال التشاور أو الحوار لا يكون برئاسة رئيس المجلس، وخصوصاً إذا كان مكان التشاور في البرلمان، واستحالة القبول بمبدأ عقد جلسة مفتوحة بدورات متتالية إلى حين انتخاب رئيس، وإنما عقد جلسات بدورات متلاحقة، ما يعني إقفال المحضر بعدَ كل جلسة، على أن تليها جلسة تتطلّب غالبية الثلثين لانتخاب رئيس في الدورة الأولى». في المقابل، تصرّ قوى المعارضة على رفض الحوار قبل انتخاب رئيس باعتباره «تكريساً لأعراف لا تراعي ما ينص عليه الدستور بانتخاب رئيس في جلسة اقتراع برلمانية، من دون أن يسبِق ذلك مسار ممهّد تحت عنوان التشاور».
وفيما تحدث السفير المصري عن «خريطة طريق وفق مراحل»، أكدت مصادر مطلعة أن «حراك الخماسية فارغ في المضمون ولا يعوّل عليه». فالسفراء الخمسة أدركوا في لقاءاتهم صعوبة تحقيق أي خرق في الملف الرئاسي، ليس فقط بسبب مواقف القوى السياسية من المرشحين، وإنما لأن هناك شبه اقتناع لدى الجميع بأن الملف الرئاسي غير منفصل عن تطورات المنطقة وما يجري في غزة، وبأن الظروف غير متاحة لفصل المشهد السياسي الداخلي عن المشهد الإقليمي». أضف إلى ذلك أن «السفراء الذين حاولوا الظهور كأنهم على قلبٍ واحد ليسوا كذلك، إذ يلمسون تمايز مقاربة السفيرة الأميركية ليزا جونسون في عدد من الأمور، بما يوحي بأن الأميركيين مقتنعون بوضع الملف الرئاسي جانباً، والتركيز على ما هو أهمّ منه، أي اتفاق الإطار الأمني المتعلق بجبهة الجنوب المُوكل الى المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين. ورأت المصادر أن «الجانب الأميركي أيّد استئناف الحراك ما دام في إطاره العام من دون الدخول في أيّ تفاصيل رئاسية، على أن يستمر هذا الحراك إلى حين انتظار ما ستفرزه الحرب وتفاهماتها». وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن السفراء الخمسة أبلغوا المسؤولين الذين اجتمعوا بهم أن «الحراك لن يكون مفتوحاً بل سينتهي عند هذا الحدّ، على أن يستكمل بعد عيد الفطر بحسب الظروف السياسية والأمنية المستجدّة».