محمَّـد
مُحمَّدْ،
يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً
مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي
مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي
صغيرٌ على الريحِ... والضوءُ أسْوَدْ
■ ■ ■
مُحمَّدْ،
يريدُ الرجوعَ إلى البيتِ، مِنْ
دونِ دَرَّاجة... أو قميصٍ جديدْ
يريدُ الذهابَ إلى المقعد المدرسيِّ
إلى دَفترِ الصَرْفِ والنَحْوِ: خُذني
إلى بَيْتنا، يا أبي، كي أُعدَّ دُرُوسي
وأكملَ عمري رُوَيْداً رويدا
على شاطئِ البحرِ، تحتَ النخيلِ
ولا شيءَ أبْعدَ، لا شيءَ أبعَدْ
■ ■ ■
مُحمَّد،
يُواجهُ جيشاً، بلا حَجرٍ أو شظايا
كواكب، لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ
«حُريتي لن تموت»
فليستْ لَهْ، بَعدُ، حُريَّة
ليدافعَ عنها. ولا أفُقٌ لحمامةِ بابلو بيكاسو
وما زالَ يُولَدُ، ما زالَ
يُولدَ في اسمٍ يُحمِّله لَعْنةَ الاسم. كمْ
مرةً سوفَ يُولدُ من نفسهِ وَلداً؟
ناقصاً بَلداً... ناقصاً موعداً للطفولة
أين سيحلَمُ لو جاءهُُ الحلمُ
والأرضُ جُرْح... ومَعْبدْ؟
من قصيدة «محمد» (في رثاء محمد الدرة ــ 2000) لمحمود درويش
مُحمَّدْ،
يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً
مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي
مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي
صغيرٌ على الريحِ... والضوءُ أسْوَدْ
■ ■ ■
مُحمَّدْ،
يريدُ الرجوعَ إلى البيتِ، مِنْ
دونِ دَرَّاجة... أو قميصٍ جديدْ
يريدُ الذهابَ إلى المقعد المدرسيِّ
إلى دَفترِ الصَرْفِ والنَحْوِ: خُذني
إلى بَيْتنا، يا أبي، كي أُعدَّ دُرُوسي
وأكملَ عمري رُوَيْداً رويدا
على شاطئِ البحرِ، تحتَ النخيلِ
ولا شيءَ أبْعدَ، لا شيءَ أبعَدْ
■ ■ ■
مُحمَّد،
يُواجهُ جيشاً، بلا حَجرٍ أو شظايا
كواكب، لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ
«حُريتي لن تموت»
فليستْ لَهْ، بَعدُ، حُريَّة
ليدافعَ عنها. ولا أفُقٌ لحمامةِ بابلو بيكاسو
وما زالَ يُولَدُ، ما زالَ
يُولدَ في اسمٍ يُحمِّله لَعْنةَ الاسم. كمْ
مرةً سوفَ يُولدُ من نفسهِ وَلداً؟
ناقصاً بَلداً... ناقصاً موعداً للطفولة
أين سيحلَمُ لو جاءهُُ الحلمُ
والأرضُ جُرْح... ومَعْبدْ؟
من قصيدة «محمد» (في رثاء محمد الدرة ــ 2000) لمحمود درويش