تعجّ منصات التواصل الاجتماعي، مثل إنستغرام وتيك توك، بمقاطع فيديو من صانعي محتوى ومستخدمين عاديين يناقشون حالات صحة عقلية شخّصوها ذاتياً، لا سيما اضطرابي فرط الحركة ونقص الانتباه وطيف التوحّد. ومع زيادة الوعي، يثير هذا الاتجاه مخاوف بين العاملين في المجال الطبي.في تقرير نشرته صحيفة «جنوب الصين الصباحية»، اليوم الخميس، قال المعالج النفسي في برلين، أوموت أوزدمير، إنّه «من الجيد أن تساعد منصات التواصل الاجتماعي في إزالة وصمة العار عن الأمراض العقلية، خاصة بين الشباب»، مضيفاً أنّه «في بعض الأحيان، يدرك الأشخاص لأول مرة احتمال اصابتهم بحالة ما بعد رؤيتهم مناقشة عنها عبر الإنترنت».
ومع ذلك، أكدّ أوزدمير أنّ التشخيص الذاتي عرضة للأخطاء. ويُعدّ التقييم الطبّي المتخصّص ضرورياً للتشخيص الدقيق، نظراً لأنّ العديد من الاضطرابات تشترك في أعراض متداخلة. وحذّر المعالج من أنّه «في أسوأ الأحوال، قد يؤدي التشخيص الذاتي إلى شعور الشخص بالرضا عن حالته بدلاً من البحث عن العلاج المناسب».
رأي أيّده الطبيب بوركهارد روديك، من «الجمعية الألمانية لطب الأطفال والمراهقين»، محذراً من أنّ معلومات السوشال ميديا غالباً ما تكون خاطئة وتطمس الحقائق بالآراء. ونصح بالتحقق من المصادر بعناية وعدم الوثوق بشكل أعمى في نصائح الصحة العقلية المقدمة من «خبراء» غير مؤهلين عبر الإنترنت.
واعترف كلا الخبيرين بأنّ النقص في المعالجين المتاحين من المرجح أن يؤدي إلى انتشار ظاهرة التشخيص الذاتي، إذ أنّ تأمين العلاج الحقيقي يمكن أن ينطوي على فترات انتظار طويلة. بكلمات أخرى، يمكن الاستفادة من منصات التواصل لرفع مستوى الوعي الذاتي حول المشاكل الصحية، ولكنها لا تحل محل رعاية الخبراء والتشخيص الدقيق من قبل متخصّصين.