أمين محمد حطيط *
3. و لايفوتنا ان نقول هل سئل قائد الجيش عن حاجته للمساعدة على الحدود مع سوريا قبل ان يبدأ «السياديون الوهميون « باختلاق الاكاذيب حول المعابر غير الشرعية المفتوحة لتبرير الطلبات القديمة بنشر القوات الدولية على الحدود مع سوريا ؟ وهم يعلمون قطعاً ان الجيش لا تلزمه المساعدة . الجميع يعلم ان جيشنا الوطني اثبت قدرة بالغة على حفظ الامن ، و اثـــــــبت قـــــدرة مـــميزة على التنسيق مع المقاومة بــــما يحـــــفظ السيادة و الكرامة معاً ، وان قائـــــده اثبت كفاءة ووطنية لا تناقش في مواكبته لــــلاحداث ، فهو الذي اســـــتــــبق الامر اثناء العدوان وطرح دعوة الاحـــــتياط وجـــهـــــز لها و ارتقب للجيش دوره الوطــــني ، واقفل الباب امام الطروحات الغربية الهادفة لمصادرة القرار العســــكري ...
واستطاع بحنكة وحكمة ان يتجاوز اســـوأ الاحداث التي خططت لتضرب لبنان ، وهو الذي يرفض دائماً اي شروط وقيود تكبل الجيش ، وهي تطرح لمقايـــــضتها بتسليحه ، لانه يرى كما هو المنطـــق العسكري ان الجيش هو للوطن و ليس لفئة . الــــحكومة تـــــتـــــصرف فــي الشأن الوطـــــني بتـــــفرد و تجاوز ، لتفــــيذ الاملاءات الامــــيـــــركية وهي تـــعــــلم انه في حـــــفـــــظ الامن لا تـــــنقصنا الوحدات العـــسكرية و لا تنقصنا القـــــــيادة الخبيرة ، و في المواجهة مع اسرائيل لا تفيدنا قوات اليــــــــونيفل مهما كان عـــــددها وكان تسليحها لان القرار الدولي محسوم : «اسرائيل تطاع و لا تواجه» خلافاً للقرار الوطني المقاوم : «اسرائيل تواجه و تردع و لايوثق بها»..
اذا كــــــان هذا هو الحال فلماذا اذن كل الجيوش و الاساطيل ؟
الــــــجواب بـــســــــــيط : انها فــــــترة تــــرقب دولية لبضعة اشـــــــهر ، تحـــشد خلالها الجـــــيوش الاجـــــنبية ،لتكون مهمتها :
- في لبنان : التهويل على المقاومة لتتجاوز انتصارها و لحفظ حكومة السنيورة الناتج الرئيسي من انتخابات فرضت نتائجها جريمة 14شباط و الاتفاقات الاحتيالية التي رافقتها ، الحكومة التي يرى اولمرت وجوب حفظها ، و يراها بوش «الحكومة الديمقراطية الممتازة « لانها الحكومة التي تنفذ له ما يريد .
- و عـــــبر لبنان: الــــــــتهـــويل على ســـــوريا عــــلهـــــا تراجع سياستها لمصــــلحة المـــــشروع الامـــيركي فــــي الـــــشرق الاوسط .
و يبقى الاخطر الذي لا نريد له ان يحصل و نحذر من الانجرار اليه ، عندما لن يحقق التهويل غايته ( وهو لن يحقق ذلك قطعاً ) الخطر في ان تكون هذه القوات الاجنبية تحشد لتقوم بمهمة لاحقة تحت الفصل السابع كمهمة دارفور بعد ان تكون مراكز القرار الغربي خلقت في لبــــــــنان الظرف المناسب للاستعمال ...وهنا نحذر «منتجات جريمة 14شباط « و نقول لهم : غيركم و منذ العام 1958 الى العام 1982 جاء بالجيوش الاجنبية و بالاساطيل و لكنها لم تحمه ... و لم تدم له حكماً، و اسقطه الشعب الذي طرد الاساطيل ...
فحذار الرهانات الخاطئة ..فاسرائيل لن تعود الى لبنان وتحارب ، و جيوش الغرب لن تحارب لاحد .. و قوتكم تعـــــرفونها فــــلا تراهنوا فــــــعــــــودوا الى العقل قبل فوات الاوان .
(حلقة ثانية وأخيرة)
*عميد ركن قائد كلية القيادة والأركان سابقاً