أوّل الكلام أنا لست متضامناً ولا متعاطفاً مع الإعلامية الكويتية الزميلة فجر السعيد. وأؤيد تطبيق القانون اللبناني الذي يمنعها من دخول لبنان لأنها زارت إسرائيل الدولة العدوة، وهو فعل، بالمناسبة، يجرّمه القانون الكويتي أيضاً.الموضوع أنها خالفت قانون بلدي وبلدها، فنالت عقابها، وليس في معاقبتها ولو شبهة اعتداء على حرية رأي وتعبير وقول.
وأتوقّع أن فجراً تعيش أسعد لحظات عمرها، تقهقه أمام المرآة وتفرك يديها فرحاً منتشية بالهمروجة التي افتعلتها جوقة فؤاد السنيورة وسمير جعجع وأشرف ريفي ومارسيل غانم. تبحث عن مجد وشهرة رماهما لها هؤلاء ليس حباً فيها، بل لكراهية عمياء بحزب الله!
وأحتقر جوقة الطبّالين الانتهازيين السخفاء المادّي أيديهم، وأشمئز من الألسنة المعبأة بالحقد والقاذورات، يتوهم أصحابها أن موقفهم يحشر حزب الله ويحرجه، ويرضي الكويت فتفتح يدها بالعطاء.
وأسخر منهم عندما يكذبون أن تطبيق القانون بحق السعيد أو غيرها إساءة إلى العلاقات مع الكويت التي تقف مع لبنان في السراء والضراء. الكويت تعلن على لسان قيادتها السياسية أنها ستكون آخر دولة عربية يمكن أن تطبّع مع إسرائيل. وقاتل جيشها في كل الحروب العربية مع الدولة العدوة واستشهد أبناؤها من أجل فلسطين وقضيتها. وتعاقب مواطنيها الذين يزورون إسرائيل.
الكويت ترعى مواطنيها لكنها لا تترك لهم العنان لخرق قوانين البلدان الأخرى أو استغلال المنابر للإساءة إلى مسؤولين في تلك البلدان. ليطمئن السنيورة وجعجع، فعلاقات لبنان والكويت بخير. ولا أظن أن الاثنين يحظيان بقدر من الاحترام في الدولة الشقيقة يخوّلهما التأثير في تلك العلاقات، ولا أريد أن أقول أكثر.
الكويت ترعى مواطنيها لكنها لا تترك لهم العنان لخرق قوانين البلدان الأخرى أو استغلال المنابر للإساءة إلى مسؤولين في تلك البلدان. ليطمئن السنيورة وجعجع، فعلاقات لبنان والكويت بخير


الإعلام الكويتي تجاهل إبعاد فجر السعيد، باستثناء جريدة واحدة لا غير، صحيفة «السياسة»، فهو إعلام راقٍ، رفيع المهنية، لا يقع في بذاءة بعض السياسيين والإعلام في لبنان الذي نقل عن «مصادر كويتية» أن الإجراء اللبناني سيترك آثاراً سلبية على علاقات البلدين. المصادر وهمية طبعاً، والمنقول عنها كذب ورياء. فالكويت لا يمكن إلا أن تحترم قراراً سيادياً مارسته دولة أخرى كما تمارسه هي نفسها وكل الدول. فالكويت تمنع لبنانيين من دخول أراضيها. ثم من قال إن السيدة فجر السعيد تمثّل، في مواقفها وسلوكها، دولة الكويت؟ مصابون بالعمى أساؤوا إلى الكويت كما أساءت فجر السعيد إلى بلدها والبلد الذي منعها من دخول أراضيه. وإعلامي لا يحترم ذاته ولا شرف مهنته، استغلّ شاشته ليعتذر إلى مطبّعة مع عدو خارقة لقانون بلده.
ما جرى قرار سيادي كامل للسلطات اللبنانية. أمّا تصنيفه اعتداء على حرية رأي كما تدعي الإعلامية والمطبلون لها، لأنها انتقدت السيد حسن نصرالله وسلوكه واتهمته بالجبن، فيعيش في سرداب، فبطولة وهمية تدّعيها لنفسها، أمّا غيرة القبيضة على الحريات، فكذب وانتهازية وسعي للاسترزاق. ما فعلته فجر السعيد تجاوز على القانون لا تنطبق عليه أي من سمات حرية الرأي والتعبير. فنصرالله ليس جباناً، ولا يحتاج إلى شهادة على شجاعته، وهو يتعرض يومياً لنقد من لبنانيين وغيرهم، بكلام فيه بذاءة أكثر مما في كلامها عنه، وأذكر فقط الكاتب الصحافي الكويتي الكبير الزميل فؤاد الهاشم الذي كتب عشرات المقالات الانتقادية القوية ضد نصرالله وحزب الله. لكن إن لم تستحِ فافعل وقل ما شئت.
فجر السعيد لم تكتف بأن هواها إسرائيلي، وتستمر للترويج لإسرائيل الدولة العدوّة، بل زارتها وتعمّدت ألا تستتر على معصيتها. زيارة يجرّمها القانونان اللبناني والكويتي، ومن حق لبنان وواجبه أن يطبّق قانونه ويعتبر السعيد غير مرغوب بها.
اللبنانيون مضيافون إلا أنهم لا يحبون من يستوطي حائط بلدهم، فكيف إذا كان عاشقاً لإسرائيل ومن دعاتها؟!
أخيراً، أنصح فجر ألا تقيس نفسية اللبنانيين وكبرياءَهم على أمثال السنيورة وجعجع وريفي وغانم كي لا ترتكب مزيداً من الأخطاء!

* صحافي لبناني يكتب في الصحافة الكويتية